• الرئيس السيسي مستقبلا بوتين خلال زيارته الأخيرة لمصر
    الرئيس السيسي مستقبلا بوتين خلال زيارته الأخيرة لمصر

القاهرة في 14 ديسمبر /أ ش أ/ تحليل: شحاتة عوض ( مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط )

لم يكن توقيت الجولة الشرق أوسطية الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبيل المصادفة ، بل كان مقصودا على الأرجح . فقد اختار بوتين القيام بهذه الجولة ،التي شملت كلا من سوريا ومصر وتركيا ، في نهاية عام 2017 والذي شهد تعزيز وتكريس موقع روسيا كفاعل ولاعب دولي مؤثر على مسرح الأحداث في الشرق الأوسط، وحاضر في كثير الملفات والأزمات الساخنة في المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية. كما كان لافتا للانتباه في توقيت جولة بوتين الأخيرة ، أنها جاءت بينما تواجه الولايات المتحدة مأزقا عميقا عقب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي يرى الكثرون أنه ينهي عمليا دور واشنطن كوسيط مقبول في عملية السلام .
منذ تدخلها العسكري في سوريا لدعم قوات النظام وحلفائه منتصف شهر مارس 2015 ، فرضت روسيا نفسها كلاعب دولي في المنطقة ، مستفيدة في ذلك من حالة الارتباك والتخبط التي ميزت السياسة الأمريكية تجاه المنطقة منذ أواخر عهد الرئيس السابق باراك أوباما ، ثم التقارب في التوجهات مع الرئيس الحالي دونالد ترامب. كما أنها إستفادت في الوقت نفسه من حالة الفراغ والانهيارات والتحولات التي شهدها ويشهدها النظام الإقليمي العربي منذ مطلع عام 2011. وقد أتاح تراجع الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط وارتباك السياسات الخارجية لواشنطن سواء في ظل إدارة أوباما أو خلال ولاية ترامب الحالية ،وكذا تراجع السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ، لروسيا تعزيز نفوذها في المنطقة ،ولاسيما في الملف السوري. وفي هذا الإطار بدت زيارة بوتين الخاطفة لسوريا التي استهل بها جولته ، تتويجا لتعاظم الدور الروسي في المنطقة.
لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/