• شارل ديجول
    شارل ديجول
  • نيكسون
    نيكسون
  • تشرشل
    تشرشل
  • توني بلير
    توني بلير
  • عبد الله بدوي
    عبد الله بدوي
  • سوهارتو
    سوهارتو

القاهرة – بوابة أ ش أ . طارق عبد الغفار ومحمد مجدى
الزعامات لا تحددها صناديق الانتخابات فقط ، بل تعززها الظروف التاريخية والسياسية والمقومات الكاريزمية والقدرة على كسب عقول الجماهير وقلوبهم . وسجل التاريخ زعمات منتخبة عديدة فضلت الانسحاب من المشهد السياسى قبل انتهاء فتراتها الرئاسية حفاظا على انجازاتها وحب الجماهير لها أو شعورا بالندم على اقترافها خطأ فى حق شعوبها أو اخفاقها فى الوفاء بتعهداتها خلال حملاتها الانتخابية .
وفي عصور مختلفة ، شهدت أكبر الديموقراطيات في العالم موقفا قد يبدو للبعض مناف للديموقراطية ، وهو أن يتنحى رئيس الدولة أو رئيس وزرائها من منصبه قبل إكمال فترة ولايته ، غير أن الأمر في عدد من تجارب الدول الكبرى بدا أكثر التزاما بالمبادئ والحريات ، ولم يتسم بكونه انقلابا على الشرعية لأسباب متعددة يأتي في مقدمتها أن الحاكم لم يحظ بالقبول الشعبي بعد فترة قصيرة قضاها في منصبه ، أو أنه أخل بالمبادئ والوعود التي قطعها على نفسه أمام الشعب خلال حملته الإنتخابية..
والبداية من فرنسا ، حيث لم يشفع التاريخ المشرف لرئيسها الأسبق والأب الروحي لجمهوريتها الخامسة شارل ديجول لدى الشعب الفرنسي الذي خرج في مظاهرات مناوئة له عام 1968 ، واستجابة لمطالب المتظاهرين الذين شكل الطلاب والعمال الغالبية بينهم قرر ديجول أن يجري استفتاء حول تطبيق المزيد من اللامركزية في فرنسا ، وتعهد قبل إجراء الاستفتاء بالتنحي عن منصبه في حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين على تطبيق اللامركزية في البلاد . وفي مساء يوم 28 أبريل عام 1969 أعلن ديجول تنحيه عن منصبه بعد أن حققت الموافقة على تطبيق اللامركزية نسبة أقل قليلا من النسبة التي حددها سلفا .

ووترجيت تطيح بنيكسون .

وفي واقعة شهيرة بالولايات المتحدة ، أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون استقالته من منصبه في الثامن من أغسطس عام 1974 قبل أن يكمل فترة ولايته الثانية ، وذلك بعد أن كشفت التحقيقات مع خمسة من أعضاء لجنة إعادة انتخاب نيكسون أن عددا من الأفعال التي يحرمها القانون قد ارتكبها نيسكون لضمان نجاحه في الانتخابات الرئاسية ، منها أن فريق عمل نيكسون استخدم أدوات للتجسس على اجتماعات الحزب الديموقراطي داخل مبناه المعروف بإسم ووترجيت في فترة الحملات الانتخابية ، وأن الحزب الجمهوري لجأ آنذاك لبعض الألاعيب لإثارة الفتن داخل الحزب الديموقراطي ، وهي أمور مهدت لفوز نيكسون بالانتخابات والبقاء في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية . وقرر نيكسون - قبل أن يوجه الكونجرس اتهاما رسميا له – أن يستقيل من منصبه في واقعة تعرف إعلاميا بإسم "فضيحة ووترجيت.
".
استقالة الثعلب

وفي بريطانيا ، تقدم رئيس الوزراء الراحل والقائد العسكري المخضرم ونستون تشرشل باستقالته للملكة إليزابيث في الخامس من أبريل عام 1955 ، وذلك بعد أن شعر أن تقدمه في السن قد يعوقه عن أداء مهام وظيفته . ورغم عشق البريطانيين للرجل الذي ساهم بشكل كبير في انتصار بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية ، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستقالة عندما رأى أنه قد لا يؤدي واجبه تجاه بلاده على النحو الأمثل.
وفي عام 2007 ، قدم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير استقالته من منصبه ، فبعد أن نجح في البقاء رئيسا لوزراء بريطانيا لثلاث فترات متتالية ، تراجعت شعبية بلير كثيرا عقب الكشف عن ارقام الضحايا البريطانيين في الغزو الغربي للعراق عام 2003، وشعر البرلمان البريطاني آنذاك أن بلير تعمد تضليله وتوريط البلاد في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل تحت زعم امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل . وانعكس هذا الشعور على الشارع البريطاني الذي تراجع عن تأييده لحزب العمال الذي يتزعمه بلير ، ما أسفر عن تقلص حجم تمثيل الحزب في البرلمان البريطاني بشكل كبير في الانتخابات التي سبقت تقديم بلير لاستقالته في السابع والعشرين من يونيو عام 2007.

النمور الاسيوية

أما ماليزيا فقد شهدت استقالة رئيس الوزراء الاسبق عبد الله بدوي عام 2009 من منصبه قبل أن يكمل مدة ولايته بعد نتائج هزيلة حققها الحزب التابع له في الانتخابات البرلمانية ، ليحل محله نائبه ورئيس الوزراء الحالي نجيب رزاق الذى كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
وشهد عهد عبد الله بدوى زيادة الاستياء الشعبى من جراء الازمات الاقتصادية والاخفاق الادارى لدرجة ان رئيس الوزراء الاسبق مهاتير محمد – الذى يعد بانى نهضة ماليزيا الحديثة – وجه اليه انتقادات لاذعة.

صانع نهضة اندونيسيا الحديثة

وفي إندونيسيا ، تنحى الرئيس الراحل سوهارتو من منصبه بعد نحو شهرين من اعادة انتخابه من قبل البرلمان الإندونيسي فى مايو 1998 ، فبعد سنوات تمكن خلالها سوهارتو من الإرتقاء بالاقتصاد الإندونيسي ، شهدت البلاد أزمة اقتصادية حادة في آواخر تسعينيات القرن الماضي تسببت فى انهيار العملة الوطنية / الروبية / ، ما حدا به لفرض حالة من التقشف أزعجت معارضيه ، وبعد اعادة انتخابه في مارس 1998 خرجت مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاطه ، وتحولت العاصمة الإندونيسية جاكرتا لساحة احتجاج واسعة ، الأمر الذي دفع سوهارتو للاستقالة من منصبه بعد 32 عاما فى السلطة.
ولعب سوهارتو دورا حاسما فى القضاء على الشيوعية فى بلاده حيث قتل اكثر من مليون شخص عام 1967 وهو ما عزز التاييد الامريكى له.
وحرص سوهارتو على تدعيم علاقات بلاده مع الدول الاخرى وخاصة دول رابطة جنوب شرق اسيا / أسيان / والولايات المتحدة وعزز الدور الذى تلعبه اسيان على الساحتين الاقليمية والدولية .
وفى عام 1997 وافق سوهارتو على مطالب صندوق النقد الدولى بشان تنفيذ برامج للاصلاحات الاقتصادية مقابل الحصول على دعم من الصندوق لمواجهة تداعيات الازمة المالية التى ضربت اقتصاديات دول جنوب شرق اسيا ومن بينها اندونيسيا وتسببت فى تدهور قيمة العملة الاندونيسية وهروب المستثمرين الاجانب.

وفى يناير عام 1998 تصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد سوهارتو نتيجة تردى الاوضاع الاقتصادية وتدنى قيمة العملة الاندونيسية .. ودعا المحتجون سوهارتو الى الاستقالة .

وفى مارس عام 1998 اعاد المجلس الشعبى الاستشارى الاندونيسى / مجلس الشورى / انتخاب سوهارتو لفترة رئاسية سابعة .

وفى الثالث عشر من مارس عام 1998 اندلعت موجة احتجاجات واسعة النطاق ضد سوهارتو الذى كان فى زيارة لمصر فى ذلك الوقت .

وفى التاسع عشر من مايو عام 1998 أعلن سوهارتو انه سيجرى انتخابات رئاسية جديدة ولكنة لن يخوضها .

وفى الواحد والعشرين من مايو عام 21 اسقال سوهارتو عقب مصرع اكثر من 500 شخص فى المواجهات بين المتظاهرين ورجال الامن الاندونيسيين.

وفى نوفمبر عام 1998 دعا المجلس الشعبى الاستشارى الاندونيسى الى محاكمة سوهارتو على جرائمة .

وفى مايو عام 1999 نشرت مجلة تايم الامريكية مقالا زعمت فيه ان سوهارتو واسرته جمعوا ثروة تقدر بنحو 73 مليار دولار بشكل غير قانونى منوهة ان أفراد عائلة سوهارتو يحتفظون حاليا بنحو 15 مليار دولار من الثرورة التى كونوها خلال فترة حكم الديكتاتور السابق .

وفى اكتوبر عام 1999 الغى المدعى العام الاندونيسى التحقيقات مع سوهارتو بشان تورطه فى الفساد وتضخم ثروته بزعم غياب الدليل الذى يعزز تلك الاتهامات .

وفى عام 1997 وافق الرئيس الاندونيسى الراحل سوهارتو على مطالب صندوق النقد الدولى بشان تنفيذ برامج للاصلاحات الاقتصادية مقابل الحصول على دعم من الصندوق لمواجهة تداعيات الازمة المالية التى ضربت اقتصاديات دول جنوب شرق اسيا ومن بينها اندونيسيا وتسببت فى تدهور قيمة العملة الاندونيسية وهروب المستثمرين الاجانب.

وفى يناير عام 1998 تصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد سوهارتو نتيجة تردى الاوضاع الاقتصادية وتدنى قيمة العملة الاندونيسية .. ودعا المحتجون سوهارتو الى الاستقالة .

وفى مارس عام 1998 اعاد المجلس الشعبى الاستشارى الاندونيسى / مجلس الشورى / انتخاب سوهارتو لفترة رئاسية سابعة / لمدة خمس سنوات أخرى/.

وفى الثالث عشر من مارس عام 1998 اندلعت موجة احتجاجات شعبية واسعة النطاق ضد سوهارتو الذى كان فى زيارة لمصر فى ذلك الوقت .

وفى التاسع عشر من مايو عام 1998 أعلن سوهارتو انه سيجرى انتخابات رئاسية جديدة ولكنه لن يخوضها .

وفى الواحد والعشرين من مايو عام 1998 استقال سوهارتو عقب مصرع اكثر من 500 شخص فى المواجهات بين المتظاهرين ورجال الامن الاندونيسيين.

وفى نوفمبر عام 1998 دعا المجلس الشعبى الاستشارى / المعنى بانتخاب رئيس الجمهورية باندونيسيا فى ذلك الوقت / الى محاكمة سوهارتو على جرائمه .

وفى مايو عام 1999 نشرت مجلة تايم الامريكية مقالا زعمت فيه ان سوهارتو واسرته جمعوا ثروة تقدر بنحو 73 مليار دولار بشكل غير قانونى منوهة ان أفراد عائلة سوهارتو يحتفظون حاليا بنحو 15 مليار دولار من الثرورة التى كونوها خلال فترة حكم الديكتاتور الراحل .

وفى اكتوبر عام 1999 الغى المدعى العام الاندونيسى التحقيقات مع سوهارتو بشان تورطه فى الفساد وتضخم ثروته بزعم غياب الدليل الذى يعزز تلك الاتهامات .

الاطاحة بالرئيس الاعمى

وفى عام 2001 خلع البرلمان الاندونيسى الرئيس الراحل عبد الرحمن واحد الذى تولى الحكم عام 1999 بزعم عدم قدرته على الحكم مستغلا حالة الاستياء الشعبى المتنامية تجاه سياساته الاقتصادية.
وانحاز الجيش الى المظاهرات الشعبية المناوئة لواحد حيث رفض طلب الاخير بشان فرض الاحكام العرفية ومحاصرة مبنى البرلمان .

ويعد واحد من ابرز الزعماء السياسيين باندونيسيا حيث ظل يحظى باحترام واسع النطاق على الساحة السياسية الاندونيسية حتى بعد خلعه من جانب المجلس الشعبى الاستشارى الاندونيسى / مجلس الشورى / من الرئاسة .

وترأس واحد – الذى اشتهر باسم جوس دور – منظمة نهضة العلماء / التى تعد اكبر منظمة اسلامية باندونيسيا والذى يبلغ اجمالى عدد اعضاءها حوالى 40 مليون شخص – وأسس حزب النهضة القومى / احد الاحزاب ذات التوجهات الاسلامية .

وتلقى واحد تعليمه بجامعة الازهر بالقاهرة عام 1963 وجامعة بغداد / التى استمر فيها حتى عام 1970 / . وسافر واحد الى هولندا فى بداية السبعينيات من القرن الماضى لتلقى تعليمه وعاد الى اندونيسيا عام 1971 بعد زيارتين الى المانيا وفرنسا .

وانتخب واحد رئيسا لاندونيسيا فى العشرين من أكتوبر عام 1999 خلفا للرئيس الاسبق بحر الدين حبيبى / الذى حكم اندونيسيا لمدة عام واحد عقب الاطاحة بالرئيس الاندونيسى الراحل سوهارتو / الذى حكم اندونيسيا بقبضة حديدية بمساعدة الجيش لمدة 33 عاما / فى مايو عام 1998 .

وفى الثالث والعشرين من يوليو عام 2001 اطاح المجلس الشعبى الاستشارى الاندونيسى بعبد الرحمن واحد من الحكم بعد ان رفض الجيش الاستجابة لمطالبه / واحد / بشان اعلان حالة الطوارئ وحل المجلس من اجل السيطرة على موجة الاحتجاجات التى اجتاحت المدن الاندونيسية ردا على سياسات واحد .

وتولت الرئيسة السابقة ميجاواتى سوكارنوبوترى الرئاسة خلفا لعبد الرحمن واحد خلال الفترة من عام 2001 حتى عام 2004 .

الرئيس الراقص


شغل عبد الله بوكرم – اللبنانى الاصل – منصب رئيس جمهورية الاكوادور لمدة ستة اشهر فقط خلال الفترة من 10 اغسطس عام 1996 حتى فبراير عام 1997 . وقرر البرلمان الاكوادورى خلع بوكرم عقب ظهوره فى فيديو مع عدد كبير من فتيات الاستعراض بزعم عدم أهليته للحكم ، وهرب بوكرم عقب خلعه الى بنما بعد طلب محاكمته .
وخلال حملته الانتخابية أظهر بوكرم قدرة خارقة على التحدث إلى الناس في مختلف الطبقات المختلفة بل والمتناقضة. ومن الأمثلة على ذلك أنه كان عارى الصدر في أحد المدن الساحلية واللتي وعدها بالغد الأفضل وقام يسكب البيرة على طريقة أهلها ، وهو يرتدي بنطلونا قصيراً ملقياً كلماته بهدوء موجهةً لرجال الأعمال .