• مغارة
    مغارة "جعيتا" تحفة الطبيعة اللبنانية تعاود فتح أبوابها للزوار
  • مغارة
    مغارة "جعيتا" تحفة الطبيعة اللبنانية تعاود فتح أبوابها للزوار

تفتح مغارة جعيتا أشهر معالم لبنان السياحية، أبوابها لاستقبال الزوار ابتداء من، اليوم /الثلاثاء/، وسيتم الافتتاح الرسمي برعاية رئيس الجمهورية، جوزيف عون في 21 يوليو الجاري، ممثلا بوزيرة السياحة لورا الخازن لحود، ما يؤكد أهميتها كمعلم سياحي وطني وكنز طبيعي.
ففي مشهد يعكس الإصرار اللبناني على إبقاء بوابة الأمل مفتوحة رغم الأزمات، أعلنت وزارة السياحة وبلدية جعيتا أن مغارة جعيتا تفتح أبوابها لاستقبال الزوار ابتداء من 15 يوليو الجاري، بعد جهود كثيفة أوصلت إلى اتفاق بالتراضي بين وزارة السياحة اللبنانية وبلدية جعيتا، يؤمّن عودة افتتاح المغارة للموسم السياحي، وبعدما باشرت البلدية بأعمال الصيانة والتجهيزات الشاملة في المرفق والتلفريك، .
ومنذ شهر نوفمبر 2024، أُُغلقت المغارة أمام الزوار اللبنانيين والعرب والأجانب،لأسباب إدارية بعد انتهاء عقد الشركة الخاصة التي كانت تقوم بإدارتها.
ومنذ تسلمها حقيبة وزارة السياحة، تعمل الوزيرة لورا الخازن لحود على إطلاق مبادرات تهدف إلى إعادة تنشيط القطاع السياحي رغم التحديات الاقتصادية والسياسية وقد شدّدت في تصريحات صحفية، على أن إعادة فتح مغارة جعيتا ليست مجرد حدث سياحي بل رسالة أمل للعالم بأن لبنان ما زال قادراً على استقبال زواره، والحفاظ على معالمه الطبيعية والحضارية.
وأكّدت لحود أن هذا الإنجاز يأتي في إطار خِطَّة وزارة السياحة لتحفيز السياحة البيئية والثقافية كعنصرين أساسيين في إعادة استنهاض الاقتصاد اللبناني، موضحة أن مغارة جعيتا ليست فقط إرثًا طبيعياً، بل أيضاً رمز لصمود اللبنانيين في وجه الأزمات، وإعادة فتحها اليوم خطوة في مسار طويل لإعادة لبنان إلى خارطة السياحة العالمية.
ومغارة جعيتا ليست مجرد مشهد طبيعي مبهر بتشكيلاته الصخرية والنهرية، بل تحولت على مر السنين إلى رمز وطني جامع، ومصدر فخر للبنانيين في الداخل والاغتراب ولا تزال في ذاكرة اللبنانيين محاولات ترشيحها سابقًا لتكون من عجائب الدنيا الطبيعية السبع، ما أكسبها شهرة عالمية وضاعف من رمزيتها في الوجدان اللبناني.
ومع إعادة افتتاحها هذا الصيف، تعود جعيتا لتتنفّس الحياة مجدداً، وتستعيد موقعها كإحدى أبرز نقاط الجذب للسياحة الداخلية والخارجية، وخصوصاً من دول الخليج وأوروبا، إضافة إلى كونها وجهة مفضلة للأسر اللبنانية الباحثة عن لحظات هدوء وجمال طبيعي في قلب الأزمة.
ويحمل حدث إعادة افتتاح مغارة جعيتا أكثر من بُعد رمزي، إذ يُتوقع أن يترك أثرًا إيجابيًا مباشرًا على القطاعين السياحي والاقتصادي في البلاد، عبر تنشيط حركة الزوار، وخاصة مع تزامن إعادة الافتتاح مع ذروة الموسم السياحي الصيفي، ما يُنعش السياحة البيئية والثقافية في لبنان، فضلا عن تحفيز الدورة الاقتصادية المحلية عبر الفنادق والمطاعم ووسائل النقل وسائر الخدمات المرافقة، التي ستستفيد حتما من أي ازدياد متوقع في أعداد السياح.
كما يعكس إعادة افتتاح المغارة إعادة ترسيخ صورة لبنان كوجهة سياحية متكاملة، قادرة رغم الأزمات، وعلى تقديم تجربة فريدة بين الطبيعة والتاريخ، وبين الضيافة اللبنانية والأصالة البيئية.
ومغارة جعيتا أو جوهرة السياحة اللبنانية هي واحدة من أشهر المغارات في العالم والأكثر جمالا ودهشة وجذبا للسائحين والزوار والباحثين عن الجمال النادر، وقد رشحت أكثر من مرة لتكون ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع.
وتقع المغارة في وادي نهر الكلب على مسافة 20 كلم من شمال بيروت، وهي عبارة عن تجاويف وشعاب ضيقة، وردهات وهياكل وقاعات كونتها قرون من التآكلات المائية والصخرية، بفعل المياه الكلسية التي تسربت إليها من مرتفعات لبنان فشكلت مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات الفنية العجيبة.
ويبلغ طول مغارة جعيتا 9040 مترا، موزعة على طبقتين : المغارة العليا الجافة ويبلغ حجمها نحو 2130 مترا من الدهاليز، والمغارة السفلى بحجم 6910 أمتار في المجرى المائي وإذا كانت رحلات استكشاف المغارة وتدقيق مساحاتها لا تزال مستمرة حتى اليوم، فإن معلومات هواة استكشاف ودخول المغارات في لبنان تؤكد أن مساحة هذه المغارة قد تصل بشقيها المائي والجاف إلى 11 كيلومترا.
ويعود إكتشاف المغارة العليا على يد منقبين لبنانيين إلى عام 1980، بينما يعود اكتشاف المغارة السفلى إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وهي مفتوحة بأجزاء كبيرة منها أمام الزوار والسائحين حيث بإمكان الزائر اكتشاف الطبقة العليا من المغارة سيرا على القدمين، أو بواسطة قطار صغير، كما بالإمكان اكتشاف المنطقة من الأعلى على متن التلفريك فوق وادي نهر الكلب في قلب الجبال الخضراء.
وفي الداخل المائي (الطبقة السفلى من المغارة)، هناك عالم متكامل من اللوحات الجمالية الطبيعية تضاهي أعمال أهم النحاتين العالميين، حيث يغوص الزائر في أروقة صخرية تجسد أشكالًا هندسية خلابة، فيها شلالات صخرية متدلية ذات أحجام متفاوتة طولا وعرضا، وهناك فجوات وجبال صخرية وأودية متعرجة موزعة يمينًا ويسارًا، بالإضافة إلى الكهوف الكلسية التي تسحر عين الناظر إليها، فيتنقل في هذا العالم الفريد بواسطة قوارب صغيرة تساعده في إنارة دربه نظام إنارة هندسي خاص يزيد من روعة المكان.