• "أخبار اليوم": مصر مركز طاقة إقليمي.. منفتح وآمن"

القاهرة في 12 يوليو /أ ش أ/ أكدت صحيفة "أخبار اليوم"، في افتتاحية عددها الصادر اليوم السبت، أن تحوّل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة ليس مجرد إنجاز اقتصادي، بل هو ركيزة استراتيجية، تعيد تموضع الدولة المصرية في قلب معادلات الإقليم، وذلك في زمن يتم فيه إعادة رسم خرائط النفوذ وفق مصادر الطاقة وممراتها.
وتحت عنوان "مركز إقليمي للطاقه.. منفتح وآمن"، كتب الأستاذ محمود بسيوني رئيس التحرير يقول " تنفس العالم الصعداء بعد توقف الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، لكن التوترات لم تغب طويلًا، فمع كل خلاف جديد بين واشنطن وطهران تهتز الأسواق بين الاستقرار والترقب، وتتراجع الاستثمارات العابرة بفعل المخاوف من قرارات أمريكية، مثل فرض تعريفات جمركية جديدة، هذه التقلبات لا تترك أثرها فقط على الأسواق الناشئة، بل تمتد لتقويض النمو الاقتصادي العالمي الذي لم يتعافَ بعد من صدمة الإغلاق أثناء وباء /كورونا/ والحرب الروسية-الأوكرانية والاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط".
وذكرت "أخبار اليوم" أن أغلب مراكز الدراسات الإقليمية والدولية تشير إلى أن الصراع على الطاقة كان وما زال العامل المحوري في تفكيك الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، حيث يتم استخدام الطاقة كأداة للهيمنة وإعادة رسم خرائط النفوذ، وذلك عبر التدخلات الخارجية وتأجيج النزاعات وإضعاف استقرار الدول للسيطرة على مواردها وممراتها الحيوية.
وأشار المقال إلى أن الشرق الأوسط سيظل لعقود القلب النابض لإمدادات الطاقة في العالم، وأن الصراعات الجيوسياسية في المنطقة ترتبط مباشرة بممرات الطاقة ومواردها؛ ولأن الطاقة لم تعد موردًا اقتصاديًا فحسب، بل تحولت إلى عنصر استراتيجي يحدد مكانة الدول في النظام العالمي، أدركت مصر أن التخطيط للمستقبل لا يكتمل دون تثبيت موقعها كلاعب إقليمي طموح، يسعى لتبريد ساحات الصراع لا إشعالها، وتعزيز الاستقرار عبر الاستثمار في الطاقة كمصدر للنمو، وسلاح للسلام، وأداة لفرض التوازن في بيئة جيوسياسية مضطربة.
وأضاف "وقد كانت البداية عند الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، والذي تأسس عام 2020 بمبادرة مصرية، وقد مثّل المنتدى نقلة نوعية في إعادة صياغة معادلات التعاون الإقليمي، حيث أتاح لأول مرة إطارًا مؤسسيًا يجمع دولًا كانت في حالة توتر أو انقسام سياسي، تحت مظلة المصالح الاقتصادية ومشروعات الطاقة المشتركة".
وأوضح أنه من خلال هذا المنتدى، نجحت مصر في ترسيخ موقعها كمحور لتسييل الغاز الطبيعي وإعادة تصديره، مستفيدة من بنيتها التحتية المتطورة ، وعلى رأسها محطتا الإسالة في إدكو ودمياط، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي بين الأسواق المصدّرة والمستهلكة للطاقة.. كما عزز المنتدى من موقع القاهرة كممر استراتيجي للطاقة بين شرق المتوسط وأوروبا، خاصة في ظل الأزمات العالمية المرتبطة بإمدادات الغاز، وسعي الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادره بعيدًا عن الاعتماد على روسيا.
وبحسب المقال، " عكس الدور القيادي للقاهرة في المنتدى رؤيتها الواقعية لملف الطاقة، وقدرتها على تحويل التحديات الإقليمية إلى فرص للتعاون والتنمية، بما يدعم السلام والاستقرار ويعزز امن الطاقة الإقليمي والدولي".
وتابع "لم يكن الغاز فقط محل اهتمام الدولة المصرية بل كانت رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى تتجه أيضا للطاقة المتجددة، كهدف من أهداف التنمية المستدامة التى تريد مصر تحقيقها، وبحسب تقرير حديث للمجلس العالمي للطاقة الشمسية، نشرته دورية The Africa Report الفرنسية، تصدرت مصر قائمة الدول الإفريقية الجاذبة للاستثمار في الطاقة الشمسية، حيث تستحوذ مع جنوب أفريقيا على نحو 40% من الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال، وهو ما يعكس نجاح القاهرة في تسويق نفسها كمركز طاقة واعد".
وأكد "أخبار اليوم" أن الاهتمام الصيني، إلى جانب الاهتمام الأوروبي والأمريكي المتزايد، يعكس ثقة متنامية في قدرة مصر على تأمين مستقبل طاقة مستدام، يراعي التوجه العالمي نحو الطاقة الخضراء وتقليل البصمة الكربونية.
وفي إبريل الماضي، نشرت صحيفة The National تقريرا مطولا، استعرض بشكل متوازن الطموحات المصرية في ذلك المجال ونشرته تحت عنوان "مصر تكشف عن طموحاتها لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة"، تناولت فيه الاستراتيجيات التي تتبعها القاهرة لتعزيز مكانتها، وحددتها فى عدد من النقاط هي :التوسع في إنتاج النفط والغاز داخليًا وزيادة الاحتياطيات، تحويل مصر إلى مركز تجاري إقليمي لتداول الطاقة يخدم أسواق أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، رفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول 2030 ضمن الاستراتيجية المتكاملة حتى عام 2035، تنفيذ مشروعات ضخمة مثل بنبان للطاقة الشمسية وحقول الرياح بالبحر الأحمر وربط كهربائي متطور مع الدول المجاورة، و تطوير بنية تحتية ذكية، تشمل محطات طاقة نووية وبطاريات كهربائية، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص، خاصة في مجالات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.
س ا م ي
/أ ش أ/