• دبلوماسيون لـ(أ ش أ):
    دبلوماسيون لـ(أ ش أ): "قمة العشرين" اكتسبت أهمية خاصة في ضوء مشاركة مصر وانضمام الاتحاد الإفريقي

القاهرة في 10 سبتمبر /أ ش أ/ كتبت: ماهيتاب عبد الرؤف

تحت عنوان "أرض واحدة - عائلة واحدة - مستقبل واحد"، اكتسبت القمة الثامنة عشرة لمجموعة العشرين (G20)، التي عقدت السبت والأحد في نيودلهي، أهمية خاصة، لاسيما في ضوء مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كضيف شرف بدعوة من الرئاسة الهندية، و مع موافقة كبرى الاقتصادات المتقدمة والصاعدة في العالم على انضمام الاتحاد الأفريقي إليها، ما يعزز من مكانة مصر ومن صوت أفريقيا دوليًا.
وأجمع دبلوماسيون، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) اليوم /الأحد/ على أن اهتمام الاقتصاديات الأكبر في العالم بتواجد مصر باجتماعاتهم وموافقتهم على انضمام الاتحاد الأفريقي إليهم عكس رغبة المجتمع الدولي في الاستماع إلى أفريقيا وإشراكها في العمل الجماعي المشترك خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها العديد من البلدان ، بجانب تحديات التغير المناخي ونقص إمدادات الغذاء والطاقة.
يقول السفير حسين حسونة، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن دول مجموعة العشرين أتاحت لمصر المشاركة في قمتهم بنيودلهي، كضيف شرف، تقديرًا لدورها في المجال الدولي والإقليمي، و سعيها الدائم من أجل إحلال الأمن والسلام والاستقرار بمحيطها العربي والأفريقي وبمنطقة المتوسط.
ورأى السفير حسونة أن "قمة العشرين" مهمة لمصر من حيث التوقيت والمضمون، إذ انعقدت في أعقاب انضمام مصر كعضو دائم لمجموعة "بريكس" ، ما يعزز ثقة المجتمع الدولي في مصر واقتصادها وخططها نحو تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف أن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي"قمة نيودلهي" ساهم في التعبير عن مواقف الدول النامية وخاصة الأفريقية، وتطلعتها إزاء تجاوز التحديات السياسية و الاقتصادية والإنسانية الراهنة، منوهًا بكلمة رئيس الجمهورية الهامة الشاملة أمام القمة و التي طالبت بتقديم المساندة الفاعلة لتلك الدول من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتيسير اندماجها في الاقتصاد العالمي على النحو المتكافئ.
وأبرز السفير حسونة ترحيب مصر بقبول انضمام الاتحاد الإفريقي إلى عضوية مجموعة العشرين، حيث يساهم ذلك في دعم التكامل الاقتصادي الأفريقي المنشود وتحقيق التنمية ومعالجة أزمة ديون القارة.
ولفت ممثل مصر السابق في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي إلى تأكيد القيادة السياسية المصرية ضرورة تعاون كافة البلدان المتقدمة والنامية في مواجهة تحديات عالم اليوم، حيث أن الدول لن تنجح في ذلك إلا من خلال نظام متعدد الأطراف يستند إلى مبادئ العدالة وأهداف الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي.
من جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر حلت ضيفًا مهمًا ب"قمة العشرين" حيث تعد أكبر دولة عربية وأفريقية، وذات تأثير إقليمي ودولي، كما أنها الأكثر تواجدًا بالقارة والأكثر ترأسا للاتحاد الأفريقي.
وثمن بيومي قرار مجموعة العشرين بانضمام الاتحاد الأفريقي لعضويتها، لافتًا إلى المكاسب الكثيرة التي ستعود على القارة من انضمامها لG20، ومنها زيادة الاستثمارات و رفع معدلات النمو الاقتصادي، بجانب عرض وبحث التحديات والمشكلات التي تواجهها وعلى رأسها أزمة الديون.
ورأى أن مصر استفادت كثيرًا من المشاركة في فعاليات "قمة العشرين"، لاسيما من خلال التواصل المباشر والفعال بين الرئيس عبد الفتاح السيسي و أكبر قادة وزعماء بالعالم، ما يدفع العلاقات الثنائية، ويمثل كذلك فرصة لاستعراض قضايا القارة والأولويات المشتركة.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي يتحرك في كل الاتجاهات من أجل صالح أفريقيا، كما أنه أثبت فاعلية و أهمية السياسة التي ينتهجها عبر ما يسمى ب"دبلوماسية القمة" بكافة المحافل الدولية.
من جهته، شدد السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، على أهمية مشاركة الرئيس السيسي بقمة دول العشرين لاسيما أنها جاءت عقب قبول مصر كعضو دائم في مجموعة "بريكس" خلال "قمة جوهانسبرج" أغسطس الماضي.
وذكر حجاج بتأييد الدولة المصرية لاقتراح ضم الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين بعضوية دائمة، حيث سيتيح ذلك عرض وجهة نظر القارة ومشاكلها على أكبر قمة اقتصادية بالعالم.
وأضاف أن مصر دولة فاعلة بمحيطها وذات تأثير دولي، و استطاعت أن تعبر عن هموم أفريقيا، وكذلك عن التحديات التي تواجهها الدولة المصرية، منبهًا من أن القارة تعاني الآن من مشكلة الديون والأمن الغذائي واضطرابات وانقلابات.
وسلط السفير حجاج الضوء على أهمية اللقاءات الثنائية التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش "قمة نيودلهي" مع العديد من قادة دول العالم ما يقوي ويدفع علاقات مصر مع تلك البلدان، منوهًا بالعلاقات القوية المتميزة التي تربط بين رئيس الجمهورية ورئيس وزراء الهند ناريندا مودي، الذي حرص على تواجد مصر بالقمة واستقبل الرئيس السيسي بحفاوة بالغة.
بدورها، رحبت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بدعوة الاتحاد الأفريقي من قبل رئيس وزراء الهند للانضمام إلى مجموعة العشرين، معتبرة أن هذا القرار الهام يعطي وضعية متميزة للقارة على مسرح العلاقات الدولية في العالم.
وأوضحت أن دخول الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين يمثل فرصة عظيمة للبلدان الأفريقية لكي تصبح على مصاف أهم الدول الاقتصادية بالعالم، كما سيسمح لهم بعرض أوضاعهم الاقتصادية على الاقتصاديات الكبرى.
وأكدت أن مصر العضو البارز داخل الاتحاد الإفريقي ستستفيد من هذا الانضمام، عبر الاتحاد، للمجموعة الاقتصادية الأكبر بالعالم، مذكرة بأن القيادة السياسية المصرية تربطها علاقات متميزة للغاية مع دول مجموعة العشرين وهو ما يعطي الفرصة لمناقشة التحديات الاقتصادية بأفريقيا وطرح مشكلة الديون وأزمة تغير مناخ، مع السعي لجذب مزيد من الاستثمارات للبلاد والعمل على دفع وتنشيط حركة التجارة.

م و س/ه م غ
/أ ش أ/