واشنطن في 26 يونيو /أ ش أ/ ذكرت صحيفة /وول ستريت جورنال/ ، نقلا عن مصادر مطلعة ، أن الاتحاد الأوروبي يدرس خفض الرسوم الجمركية على مجموعة من الواردات الأمريكية ، سعيا لإبرام اتفاق تجاري سريع مع الرئيس دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس، أنه من المقرر أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم المنعقد ببروكسل مدى استعدادهم للتضحية من أجل كسب ود ترامب. وتشمل تنازلات أخرى قيد الدراسة خفض الحواجز غير الجمركية، وشراء المزيد من المنتجات الأمريكية، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، وعرض التعاون مع الولايات المتحدة لمعالجة مخاوفها الاقتصادية تجاه الصين.
وأشارت إلى تسارع وتيرة مفاوضات التجارة في الأسابيع الأخيرة بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية وشيكة بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي في مايو، قبل أن يوافق سريعا على تأجيلها والسماح باستمرار المحادثات حتى 9 يوليو المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على مفاوضات التجارة إن العديد من المسؤولين والدبلوماسيين الأوروبيين قد استسلموا الآن لفكرة أن إدارة ترامب لا تنوي إلغاء رسومها الجمركية الأساسية البالغة 10%، وركزوا على السعي للحصول على أكبر عدد ممكن من الإعفاءات للحد من الضرر الاقتصادي الناجم عن هذه الرسوم وغيرها.
وأضافت المصادر أن التوصل إلى اتفاق تجاري سيعتمد على الأرجح على قدرة ترامب ، الذي زعم أن الاتحاد الأوروبي أُنشئ "لإزعاج الولايات المتحدة" ، على الادعاء بأنه حقق فوزا ، كما ستحتاج الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الانضمام لهذه الجهود، الأمر الذي سيعتمد إلى حد كبير على ما تقدمه الولايات المتحدة مقابل التنازلات الأوروبية.
وبحسب الصحيفة، يسعى بعض المسؤولين الأوروبيين الراغبين في التحرك بسرعة للتوصل إلى اتفاق إلى تخفيف الأعباء عن القطاعات الحيوية التي تعاني بسبب رسوم ترامب الحالية.
ومع ذلك، يقول أشخاص مطلعون على الأمر إن التوقيع على اتفاق يُفضل الولايات المتحدة بشكل كبير أمر صعب سياسيا، وقد دفع البعض باتجاه موقف تفاوضي أكثر صرامة قبل الموعد النهائي.
وقالت وول ستريت جورنال إن ألمانيا وإيطاليا تقودان مجموعة من الدول التي تسعى للتوصل إلى اتفاق تمهيدي سريع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقالت مصادر مطلعة إن مثل هذا الاتفاق قد لا يتجاوز بضع صفحات، وسيتم تحديثه لاحقا في مفاوضات متابعة مفصلة.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي رحبت بفكرة خفض الحواجز غير الجمركية لأنها قد تُخفف العبء البيروقراطي على الشركات وتُنشط التجارة داخل الاتحاد الأوروبي. وقد اتخذ الاتحاد بالفعل خطوات لإلغاء بعض قواعده لتعزيز قدرته التنافسية.
ويرى مسؤولو الاتحاد أن المطالب الأمريكية الأخرى غير واقعية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها ستتطلب تغييرات مُستهلكة للوقت ومُثيرة للجدل سياسيا على التشريعات القائمة.
وأصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أن أي اتفاق يجب أن يكون مفيدا للطرفين، وربما ينطوي على تنازلات من الولايات المتحدة بشأن حواجزها غير الجمركية. ويريد التكتل أيضا إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية القطاعية الأمريكية الحالية والمُخطط لها، والتي تستهدف حاليا السيارات ومنتجات الصلب والألمنيوم، وفقا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن الموقف الأوروبي يزداد تعقيدا بسبب اختلاف وجهات النظر داخل الاتحاد بشأن الإجراءات الانتقامية المحتملة في حال فشل الجانبين في التوصل إلى اتفاق.
وأفاد مسؤولون بأن الاتحاد الأوروبي واصل إعداد تدابير مضادة ضد الولايات المتحدة في حال فشل المفاوضات. وكان الاتحاد قد وافق سابقا على حزمة رسوم جمركية تستهدف واردات أمريكية بقيمة 21 مليار يورو، أي ما يعادل حوالي 24 مليار دولار، وهو بصدد استكمال قائمة ثانية قد تصل قيمتها إلى 95 مليار يورو.
ا ر/رأش
/أ ش أ/