القاهرة في 3 يونيو /أ ش أ/ وقعت الجمعية المصرية لأمراض السرطان اتفاقية استراتيجية مع الجمعية الأمريكية للأورام (ASCO)، بهدف إحداث تحول نوعي في منظومة علاج الأورام بمصر، وتعزيز كفاءة الأطباء وتوطين البروتوكولات العالمية في بيئة الرعاية الصحية المصرية، في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ التعاون الطبي بين مصر والولايات المتحدة.
جاء توقيع الاتفاقية على هامش أعمال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للأورام 2025، وبحضور رفيع المستوى من قيادات الجمعيتين، مثل الجانب المصري كل من: الدكتور هشام الغزالي رئيس الجمعية المصرية للسرطان، والدكتورة علا خورشيد عضوة مجلس الإدارة، فيما شارك من الجانب الأمريكي عدد من الشخصيات البارزة على رأسهم كليف هوديس الرئيس التنفيذي للجمعية الأمريكية، وروبن زون رئيسة الجمعية، إلى جانب إريك سمول الرئيس المنتخب، وقيادات من مركز التعاون الدولي.
في الإطار.. أكد الدكتور هشام الغزالي أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس ورئيس اللجنة العلمية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، أن الاتفاقية تعكس التزام الدولة المصرية، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدعم الجهود الوطنية والدولية لمكافحة السرطان، مشيرًا إلى أنها "ليست مجرد تعاون أكاديمي، بل خارطة طريق لمستقبل صحي أكثر عدلا وشمولا.
ووصف الغزالي الاتفاقية، بأنها "نقلة تاريخية"، و"الأولى من نوعها في مصر والعالم العربي والإفريقي"، لافتا إلى أنها تشمل التعاون في مجالات تدريب الكوادر الطبية المصرية، وتبادل البروتوكولات التشخيصية والعلاجية الحديثة، فضلًا عن دعم البحث العلمي المشترك وتوفير منصات تعليمية محدثة تواكب التطورات العالمية في علاج السرطان.
وقال إن هذه الخطوة تأتي في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بالسرطان في مصر، وسط تحديات تتطلب استجابات علمية وتكاملية فعالة.
وأضاف: "نحن نعمل على تمكين الأطباء من الوصول إلى أحدث ما توصل إليه العلم، من خلال التدريب المستمر، والدعم البحثي، والتعاون العابر للحدود. وهدفنا هو بناء منظومة مستدامة، قائمة على المعرفة والجودة والمساواة".
ولفت إلى أن هذه الاتفاقية تتماشى مع توصيات عدد من أحدث الأبحاث العالمية في مجال الأورام، مثل دراسة Lancet Oncology (2024)، التي تؤكد أن تدريب الأطباء وتبادل الخبرات بين الدول يُعد من أبرز محركات تحسين نسب النجاة في حالات السرطان، خاصة في الدول ذات الأنظمة الصحية المتوسطة الموارد، كما أظهرت دراسة حديثة صادرة عن المعهد القومي الأمريكي للسرطان أن التعاون البحثي الدولي أسهم في تسريع اعتماد العلاجات المناعية والبيولوجية بنسبة 35% مقارنة بالدراسات المحلية المنفردة.
بدورها.. عبرت الدكتورة روبن زون رئيسة الجمعية الأمريكية للأورام، عن سعادتها بتوقيع الاتفاقية، مؤكدة أن مصر ليست فقط دولة ذات تاريخ طبي عريق، بل هي بوابة محورية للشرق الأوسط وإفريقيا، ومنصة واعدة للتعليم الطبي المستمر.
وقالت "نحن نؤمن أن توطين المعرفة يجب أن يُبنى على احتياجات كل بلد، ومصر تمثل نموذجا مثاليا لشراكة قائمة على الاحترام المتبادل وتكامل القدرات".
وتؤكد الجمعيتان، من خلال هذه الاتفاقية، التزامهما بتحقيق نقلة نوعية حقيقية في رعاية مرضى السرطان في مصر، والعمل من أجل منظومة صحية أكثر إنصافا واستدامة، تتجاوز الحواجز الجغرافية والمادية، وتضع الإنسان في قلب أولوياتها.
وفي ظل هذه الشراكة، تأمل مصر في أن تصبح مركزا إقليميا للتدريب والعلاج، بما يخدم المرضى في الداخل وفي المنطقة، ويؤسس لنهج دولي فعّال في مكافحة السرطان، قائم على العلم والتضامن الإنساني.

ن م س/ ر ح ب/ أ د ه
/أ ش أ/