نيويورك في 18 أبريل /أ ش أ/ دعا الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، مجلس الأمن إلى تحمل مسئوليته الكاملة والاعتراف بالدولة الفلسطينية وضمها إلى عضوية الأمم المتحدة؛ باعتبار ذلك سبيلا إلى السلام وليس عقبة في طريقه كما يروج من يتبنى منطق الاحتلال ورواياته.
وناشد زكي -في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت، اليوم /الخميس/، بعنوان "الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين"- مجلس الأمن بألا يتسبب في إحباط مشروع أبناء الشعب الفلسطيني بالاستقلال والانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية مثله مثل الكثير من الشعوب التي فازت بتلك العضوية خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة يجعل أي تفاوض محتمل لها مع قوة الاحتلال يتم على أرضية من الندية على المستوى القانوني، ويسلب من قوة الاحتلال قدرتها على منع ظهور الدولة إلى النور.
قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي إن إسرائيل تواصل حربها الغاشمة لتدمير البشر والحجر في غزة، مؤكدا أن استمرار هذه الحرب يفضي حتما إلى توسيع رقعة الصراع ودخول أطراف أخرى إلى ساحته بصورة يصعب التحكم تبعاتها وهو أمر طالما حذرت منه الجامعة العربية منذ بداية الحرب.
وأضاف زكي أن الهدف الملح المتمثل في وقف إطلاق النار في غزة وإغاثة سكانها الذين يعشيون على حافة المجاعة، والبدء فورا في إعادة النازحين إلى بلداتهم ومساكنهم، لابد ألا يحرف النظر عن أن تجدد المواجهات وانفجار العنف في المستقبل يظل احتمالا قائما بقوة إذا لم يتم التوصل إلى آلية واضحة لتسوية القضية الفلسطينية يتم بموجبها تنفيذ حل الدولتين.
وقال إن هناك مسارات عديدة تم تجريبها خلال العقود الثلاثة الماضية لإنجاز هذه التسوية، واصطدمت دائما بعقبة تتمثل في إصرار إسرائيل على مواصلة احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وأشار زكي إلى أن هذا الاحتلال بات يتخذ صورا أشد وحشية وتطرف باستمرار إلى أن تحولت حكومته إلى حكومة مستوطنين متطرفين تعمل على حماية "عربدة" مجاميع المستعمرين في الضفة الغربية ضد السكان الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تصرح علنا على كل المستويات القيادية بأنه لن يكون هناك حل الدولتين وتسن القوانين لهذا الغرض فضلا عن تحركها مع قوى غربية لإقناعها بتبني منطقها.
وأوضح أن المجتمع الدولي وإرادته الفاعلة المتمثلة في مجلس الأمن مطالب، اليوم أكثر من أي يوم مضى، بالتحرك لأن البديل هو القبول بهذا الواقع المخزي والمشين وباحتمال تجدد العنف والقتل وتوسيع رقعة الصراع.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية إن الاحتلال الإسرائيلي لن يتخلى طوعا عن الأرض والسيطرة بل يزداد تطرفا وعنصرية مع الوقت، مبينا أن الاحتلال بات يظهر أهدافه بالحصول على الأرض كلها من النهر إلى البحر.
وتابع قائلا: "كممثل لجامعة الدول العربية أود أن أبلغ مجلس الأمن أنه من نافلة القول لدينا الإقرار بأن الشعب الفلسطيني قد أثبت أهليته كاملة لإقامة دولته المستقلة والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
وأشار إلى أن فلسطين مستوفية تماما لمواصفات الدولة كما وردت في اتفاقية مونتفيديو عام 1933، لافتا إلى أن تأجيل خروج هذا الأمر إلى حيز النفاذ هو أمر سيئ لتطلعات الاستقلال الفلسطينية وبه استهانة للحقوق المشروعة لشعب ذي حضارة عريقة لا يرغب سوى في الاستقلال والحرية بعد أن تمت التضحية به في لعبة الأمم منذ ما يزيد عن ثمانية عقود ليصبح الشعب الوحيد في العالم حاليا الخاضع لأبشع صور الاحتلال العسكري المتغطرس.
وقال إن هناك مساع محمومة لنزع الشرعية عن وكالة "الأونروا" والتشكيك في حيادها ومهنية القائمين عليها لتجفيف منابع تمويلها ودفع الدول للإحجام عن المساهمة في موازنتها، لافتا إلى أن الجامعة العربية تعارض هذا الأمر جملة وتفصيلا، مؤكدا أن هذه الوكالة الذي تم إنشاؤها بقرار أممي يجب أن تستمر في عملها في إغاثة وإعاشة وتشغيل ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وشدد على أن الجريمة المتواصلة في غزة تمثل عدوانا على الجوهر الأخلاقي والقانوني للنظام الدولي، والصمت على هذه الجريمة يضع شرعية هذا النظام ومصداقية هذا المجلس على المحك.
وأعرب عن أمله في أن ينفذ المجلس قراره، لافتا إلى أن ذلك سار ضرورة للحفاظ على مصداقيته في أعين العرب وجميع الشعوب المناهضة للظلم والمساندة للحق المشروع للفلسطينيين في حياة حرة وكريمة بعيدا عن قبضة الاحتلال الدامية.

ك ر/ م س د/ ع م ا
أ ش أ