القاهرة في 27 يناير /أ ش أ/ قالت الكاتبة النرويجية هانه أورستافيك إن نجيب محفوظ مثل في أدبه الإنسانية من خلال تصويره لواقع المجتمع المصري ولتصويره شخصيات ذات عمق ومتأصلة في محيطها، وأنه يملك براعة أدبية في الحكي تأخذ القلوب .
جاء ذلك خلال ندوة "محفوظ بعيون ترويجية" ضمن فعاليات قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال55.
واستعرضت هانه أرستافيك، في محاضرتها القصيرة، الترجمة النرويجية لرواية "بين القصرين" الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، قائلة إن كل شخصية من الرواية تقدم تفاصيل كثيرة تندمج فيها كافة طوائف المجتمع المصري في مرحلة مهمة من تاريخ مصر.
وذكرت أن الرواية تحكي قصة عائلة في مطلع القرن العشرين وأعضاءها السبعة ومصائرهم، مشيرة إلى أن تلك العائلة تفتقد للحب وهو ما يشكل مأساتها.
وأشارت لما بدا في الرواية من ازدواجية في شخصية السيد أحمد عبد الجواد بوصفه تعبير عميق عن لحظة فارقة في تاريخ مصر، مؤكدة أن ذلك ينبع من قدرة نجيب محفوظ الفريدة على التعبير عن مشاعر بسيطة ولكن ببلاغة روائية لافتة. وألمحت إلى أن بناء الرواية كان تحديا كبيرا لمحفوظ بالتأكيد في إبراز شخصية أمينة (وهي الشخصية التي بدأ بها في أول صفحات الثلاثية) التي تمثل نموذج النسوي الفريد في تلك الرواية وهي الأم التي تساعد زوجها وتربي ابنه من زوجة أخرى.
ولاحظت أن الألم العميق في تلك الرواية يكمن في مواجهة غياب الحقيقة وأن الوحدة والحب هو ما سعى إليه أبطال الرواية في سعي منهم لتقبل الحقيقة.
وبينت أن "بين القصرين" رواية مهمة للغاية بالنسبة لها موضحة أن الرواية تظهر الأكاذيب في هيكل المجتمع وتكوين كل إنسان، وأن محفوظ استعرض القضايا التي تتشابك مع بعضها في روايته ببراعة آخاذة تلمس القلوب.
وذكرت أورستافيك أن الأدب يصل لكل إنسان فلا فرق بين أدب إنجليزي مهم وأدب مصري، إذ أن الأدب لا يكتب لجنسية محددة وإنما للإنسان في كل لغة وثقافة.
وشهدت الدورة الحالية اختيار العالم الأثري سليم حسن ليكون شخصية المعرض لهذا العام، يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال كشخصية معرض الطفل، فيما تحل مملكة النرويج ضيف شرف المعرض.
أ ع د /س.ع
/أ ش أ/