• صدام حسين
    صدام حسين
  • بول بوت
    بول بوت
  • معمر القذافي
    معمر القذافي
  • جوزيف ستالين
    جوزيف ستالين


كتبت:نهى عبد المجيد



حفلت ذاكرة التاريخ الانسانى بأنماط مختلفة من الحكام الديكتاتوريين الذين تورطوا فى اراقة دماء ملايين الابرياء لتوطيد دعائم عروشهم والبقاء فى السلطة مدى الحياة . وركزت محاولات كتابة السير الذاتية لهؤلاء الطغاة عقب رحيلهم عن السلطة على الجوانب السلبية فقط كاراقة الدماء والضرب بيد من حديد على خصومهم السياسيين متجاهلة جوانب انسانية فى حياتهم ، ومتناسية أن الطبيعية البشرية تحمل في جوانبها الخير والشر معا .



وتجدر الاشارة هنا إلى إننا لم نرد من خلال هذا الاستعراض الدفاع أو تبرير المجازر والحماقات التي ارتكبها هؤلاء الطغاة بل رسم صورة حقيقية وواقعية عن حياتهم من خلال استعراض اللمحات الانسانية في شخصياتهم وكيف آلت نهاياتهم لعلها تكون عظة لنظرائهم . وبغض النظر عن العوامل التى دفعت هؤلاء الطغاة لسفك دماء ملايين الابرياء ، واتخاذ القمع أو الترويع كاداة لسحق معارضيهم يبدو النهج الذى سلكه هؤلاء الديكتاتوريين مرفوضا انسانيا واخلاقيا وقانونيا .



وفيما يلي استعراض بأشهر الطواغيت الذين احتفظوا بجوانب إنسانية خفية في حياتهم :



الرئيس صدام حسين


سيظل مشهد اعدام للرئيس العراقى الراحل صدام حسين محفورا فى ذاكرة التاريخ بغض النظر عن تاييد البعض أو رفضهم لتلك النهاية المأساوية . ولن تمحى صورة صدام حسين - الذى تولى حكم العراق عام 1979 وخاض حربا ضارية ضد جارته ايران خلال الفترة من عام 1980 حتى عام 1988 - من ذهن أبناء الشعب العراقي باعتباره ديكتاتورا لم يعرف الرحمة قط .



وعمل صدام على تحويل العراق إلى دولة بوليسية تعتقل وتستبيح دماء كل من عارضه أو شكك في شرعية حكمه،وسيتذكر التاريخ دائما المجازر التي ارتكبها نظام صدام حسين ضد شعبه دون رادع اخلاقى على مدار عقود ثلاثة،مخلفة الالاف الضحايا والجرحى. ولكن في الوقت الذي لم يرحم فيه ديكتاتور العراق شعبه،كان ينتابه ضعفا شديدا أمام الحيوانات والطيور،حيث حرص على اقتسام جزء من وجبته خلال فترة اعتقاله من أجل إطعام الطيور وسقي النباتات بالماء وفقا لشهادات الممرضة التي كلفت بالاشراف عليه حتى حلول موعد تنفيذ حكم الإعدام الصادر ضده.


واكتسب صدام حسين تعاطفا من جانب الملايين بالدول العربية والاسلامية خلال محاكمته حيث ظهر ملتحيا وممسكا بمصحف فى يده علاوة على ترديده عبارات مثل " تسقط الخيانة " و"يعيش العراق حرا" قبل ثوان من اعدامه .



جوزيف ستالين


حمل ستالين، الزعيم الراحل للاتحاد السوفيتي السابق،صفة ديكتاتور بامتياز من خلال سياساته القمعية واستبداده خلال فترة الحرب العالمية الثانية وما تلاها والتي أدت إلى مقتل حوالى 30 مليون شخص بل وربما فاقت أعداد قتلاه ضحايا الحقبة النازية بزعامة أدولف هتلر،لكن ما لا يعلمه الكثيرون ان هذا الديكتاتور غليظ القلب امتلك دوما روح شاعر مرهف الحس وكتب العديد من قصائد الشعر الرومانسي التي تخاطب وجدان وعاطفة المرأة.



معمر القذافي


أحد أشهر الطغاة العرب خلال العصر الحديث،فقد حكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ليبيا بقبضة من حديد لأكثر من أربعة عقود متتالية وعمل قمع الحريات وتعذيب معارضيه واكتناز الثروات واستغلال موارد الدولة لصالحه وأسرته حتى أن ضاق الشعب الليبي ذرعا به وبطغيانه ليثور ضده إبان ثورات الربيع العربي عام 2011 واضعا حدا لعصر كامل من الاستبداد والطغيان.


وأخفت القسوة والحدة التي بدا عليها القذافي خلال حكمه لليبيا أفي طياتها حنان وعطف شديد لاسرته وأولاده الذين لطالما وجدوه أبا رائعا وعطوفا لأقصى الحدود. وحرص القذافى على تصوير نفسه على انه حامى حمى الاسلام وعميد زعماء العالم وزعيم ملوك أفريقيا ، حيث شيد عشرات المساجد والمراكز الاسلامية المعنية بالدعوة الاسلامية فى افريقيا وأسيا .


وفى السياق ذاته تقمص القذافى شخصية الاديب حيث كتب عددا من الكتب والروايات الادبية من بينها الكتاب الاخضر ، والقرية القرية وانتحار رائد الفضاء وغيرها . وأشرفت المراكز الاسلامية التى أنشأها القذافى فى عدد من الدول الافريقية على عملية اعتناق العشرات للدين الاسلامى . وحرص القذافى - الذى استعان بالنساء بدلا من الرجال لتأمينه - على الظهور بمظهر الزعيم البسيط حيث رفض اطلاق اسم الرئيس عليه مفضلا لقب " الأخ " وغير اسم بلاده الى الجماهيرية العظمى واقام داخل خيمة بدلا من القصور الرئاسية .




بول بوت



إن التحول في مسيرة وحياة بول بوت،قائد الحركة الشيوعية في كمبوديا خلال سبعينات القرن الماضي،تستدعي الدهشة والتأمل ؛فقد ارتكب كثيرا من المجازر ضد بني وطنه سواء بتجويعهم أو نشر الامراض أو تعذيبهم ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ربع تعداد سكان الشعب الكمبودي البالغ حينذاك 7 مليون شخص .


واعتقد بوت حتى مماته إن ما ارتكبه من فظائع كان ضروريا للدفاع عن كمبوديا ضد العدوان الفيتنامي،وهو ما يغاير القيم والمبادىء التي تغنى بها في بداية حياته وسعى لتليقنها لتلاميذه عندما كان لايزال أستاذا بالجامعة قبل التحاقه بالعمل السياسي.فقد حظى بوبت بحب وتقدير تلاميذه الذين رأوا فيه قدوة تحتذى بها .