• آثار
    آثار


تقرير/سارة حازم
تحل بعد غد (الأحد) الذكرى الـ 96 لاكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك "توت عنخ آمون " فى وادى الملوك بالأقصر، والتى اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في 4 نوفمبر عام 1922، وبداخلها حوالى 5 آلاف قطعة أثرية من أندر وأثمن مقتنياته، والتى يعرض بعضها حاليا في المتحف المصري بالتحرير، فى الوقت الذى يتم فيه نقل كنوز الفرعون للمتحف المصري الكبير؛ لعرضها بقاعة مخصصة لمقتنياته، عدا التابوت الجرانيتي، والمومياء، واللتين لا تزالان داخل مقبرته رقم 62 بالأقصر.
وعن حياة الملك توت عنخ آمون.. قال باحث المصريات الدكتور محمد رأفت عباس مدير عام البحث العلمي بمنطقة آثار الاسكندرية لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن توت عنخ آمون بدأ حكمه فى آخت آتون ( تل العمارنة )عام 1336 ق.م ، وكان قد تزوج من إحدى بنات الملك إخناتون ، وهى الأميرة "عنخس إن با آتون" .
وأضاف أن العلماء اختلفوا حول نسب توت عنخ آمون ، رغم وجود نص عثر عليه فى الأشمونين وصفه بـ ( ابن الملك ) ، حيث تأرجحت الآراء بين كون والده أمنحتب الثالث أو إخناتون ، وكذلك الحال بالنسبة للأم التى لم تكن بالتأكيد نفرتيتى.
وأوضح أن توت عنخ آمون تولى العرش طفلا صغيرا لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره ، ومات وهو فى سن العشرين ، بعد حكم دام حوالى تسع سنوات، وفى فترة حكمه تحسنت حالة البلاد بعد فترة الاضطرابات والصراعات السياسية والدينية التى سادتها خلال حكم " إخناتون" ، وأنتقل بالبلاط الملكى من العمارنة إلى عاصمة البلاد القديمة طيبة ، وقام بتغيير اسمه من "توت عنخ آتون" إلى طتوت عنخ آمون" . لافتا إلى أن توت عنخ آمون عمل على إعادة بناء المعابد لإله الدولة الرسمى (آمون) ، ليس فى طيبة فحسب ، بل فى كافة أرجاء الدولة .
وبالنسبة للسياسة الخارجية فى ذلك الوقت، ذكر عباس ان مصر كانت تأمل فى أن يتسلم زمام الأمور فيها ملك قوى يستطيع إعادة الهيبة للإمبراطورية المصرية ، ولكن توت عنخ آمون كان طفلا صغيرا ضعيف الشخصية والبنية لا يملك الكفاءة والشخصية اللازمة لتحقيق ذلك ، وقد ظلت ممتلكات مصر فى الجنوب فى بلاد النوبة كما هى تقريبا ، وبالنسبة لأملاك مصر فى آسيا ، فلم يكن هناك تغيير فى الموقف السياسى سوى تلك الحملة التى بعث بها توت عنخ آمون ، والتى كان على رأسها قائد الجيش حور محب.. مشيرا الى انه أزداد فى عهده نفوذ كهنة آمون ، وأخذوا يستعيدون ما كان لهم من سلطان قبل عهد إخناتون .
وتابع:إن توت عنخ آمون مات، ولم يتجاوز العشرين من عمره ، ودفن فى مقبرة صغيرة فى وادى الملوك ، وأصبح هذا الملك الصغير علما من أعلام الحضارة المصرية القديمة ، ليس لأنه ملك محارب ساهم فى توسيع أرجاء الإمبراطورية المصرية كأسلافه ، أو لأنه كان ملكا بناء أقام العديد من المعابد والمنشآت ، ولكن لأن القدر أراد لمقبرته أن تختفى عن أعين اللصوص ، فتظل محتفظة بكنوزها التى تفخر بها الحضارة الإنسانية .
ولفت الى ان اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون كان من الأحداث الأثرية المهمة فى القرن الماضى ، حيث تم ذلك الكشف فى 4 نوفمبر عام 1922 فى جبانة طيبة ( وادى الملوك ) على يد الانجليزى هوارد كارتر، وظهرت بذلك للعالم أجمع أهم وأشهر مقبرة من مقابر ملوك مصر القديمة ، وأصبح توت عنخ آمون من أشهر الملوك .
وعن هوارد كارتر مكتشف مقبرة الفرعون الذهبي.. قال إنه ولد فى كنسينجتون بلندن فى 9 مايو 1874، وأهلته موهبته للعمل فى أعمال المسح الأثرى بمصر عام 1891م ، وهو لايزال فى 17 من عمره، وحصل على تدريب خاص كحفار وكأثرى من قبل بعض أهم علماء المصريات فى نهاية القرن ال19 مثل جاستون ماسبيرو وفلندرز بترى، وعين كمفتش عام على آثار مصر العليا فى 1899 ، حيث كان أول من أدخل الإنارة الكهربائية فى وادى الملوك بطيبة وفى معابد أبوسمبل .
وكشف عن ترك كارتر العمل فى مصلحة الآثار المصرية فى عام 1903م، بعـد مشادة وقعـت بينه وبيـن مجموعة مـن السيـاح الفرنسييـن فى سقـارة ، وعمـل لمدة 4 سنوات كرسام وتاجر آثار ، حتى جاءه ذلك العرض المادى من اللورد كارنارفون والذى جعله يعود لأعمال الحفائر بوادى الملوك فى البر الغربى بالأقصر .
وأوضح أن هوارد كارتر تمكن من الكشف عن 6 مقابر ملكية بطيبة ، كان أبرزها الاكتشاف الأثرى العظيم لمقبرة الملك « توت عنخ آمون » ، و تم نقل جميع محتويات المقبرة إلى المتحف المصرى بالقاهرة ، مشيرا الى ان عمليات إخراج ما تحتويه المقبرة من أثاث جنائزى ، وفكه وإعادة تركيبه خارجها ، واستخراج ما تحتويه غرف المقبرة من آثار ، وتنظيف التماثيل والصناديق وتعبئتها لنقلها إلى المتحف المصرى ، استغرقت نحو 10 سنوات ، وقام بهذه العملية كارتر بمساعدة فريق من متحف المتروبوليتان بنيويورك .
ومن المقرر أن يشاهد جميع عشاق ومحبي الملك توت عنخ آمون من شتى بقاع الأرض، مقتنياته وكنوزه الفريدة كاملة بطريقة جديدة وجذابة عند افتتاح المتحف الكبير عام 2020 ، حيث تم تخصيص قاعة تبلغ مساحتها حوالى 7500 متر مربع لعرض مقتنياته، وهى 7 أضعاف مساحة القاعة التى تضم مجموعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير.
يذكر أن مجلس الوزراء وافق عام 2015 على تعديل موعد الاحتفال بالعيد القومى لمحافظة الأقصر، من يوم 9 ديسمبر إلى يوم 4 نوفمبر من كل عام، وهو التاريخ الذى يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.