• كرة القدم
    كرة القدم


تقرير: تامر هشام
بعد أن قدموا مسيرة رائعة في مختلف الملاعب العالمية.. انتقل أربعة من أساطير كرة القدم في الألفية الثالثة إلى عالم التدريب بحثا عن مزيد من التألق مع الساحرة المستديرة.
بدأها الفرنسي باتريك فييرا، ثم الثنائي الإنجليزي فرانك لامبارد وستيفن جيرارد، وأخيرا الفرنسي الآخر تييري هنري.. رباعي تألق بشدة على المستطيل الأخضر، وحقق إنجازات عديدة، وأحبهم الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم.. انتقلوا حاليا لارتداء عباءة المدير الفني، باحثين عن مسيرة جديدة وهدف جديد، ولكن هذه المرة من خارج الخطوط.
قبل أيام قليلة، أعلن نادي موناكو الفرنسي تعاقده بشكل رسمي مع الأسطورة الفرنسية تيري هنري لتولي منصب المدير الفني للفريق خلال الفترة القادمة، خلفا للبرتغالي ليوناردو جارديم الذي رحل عن فريق الإمارة الفرنسية بسبب سوء النتائج مؤخرا.
ورغم تلقيه عروضا جادة من نادي أستون فيلا الإنجليزي، ونادي بوردو الفرنسي، وكذلك ترشيحه لتدريب منتخب مصر، إلا أن هنري فضل أن يبدأ مسيرته التدريبية مع النادي الذي رفع شعاره كلاعب لمدة أربع سنوات خلال الفترة من عام 1994 وحتى 1998.
مسيرة هنري كلاعب مليئة بالإنجازات والبطولات.. الغزال الأسمر كما يطلق عليه محبوه، حصد مع منتخب الديوك الفرنسية لقب كأس العالم 1998 وكذلك بطولة الأمم الأوروبية 2002، وكأس القارات مرة عام 2003.
ولعب هنري في خمسة دوريات مختلفة، إذ بدأ مع نادي موناكو الفرنسي، ثم انتقل الى يوفنتوس الإيطالي، ومنه الى أرسنال الإنجليزي، ثم برشلونة الإسباني، وأخيرا نيويورك ريد بولز الأمريكي.
وفي مسيرته مع الأندية، حقق هنري لقب الدوري الفرنسي مع موناكو موسم 1996-1997، والدوري الإنجليزي مرتين مع أرسنال 2002 و2003، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين مع المدفعجية أيضا، وكذلك درع الاتحاد الإنجليزي مرتين.
ومع برشلونة الإسباني، حصد هنري لقب الليجا مرتين، وكأس ملك إسبانيا مرة، وكأس السوبر الإسباني مرة، ودوري أبطال أوروبا مرة عام 2009، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.
وبدأ هنري مشواره التدريبي، بالعمل كمدرب مساعد في الجهاز الفني لمنتخب بلجيكا الذي كان يقوده الإسباني روبرتو مارتينيز، حيث كانت مهمة هنري الأساسية مع المنتخب البلجيكي، هي تدريب مهاجمي المنتخب بشكل خاص، ونجح المنتخب في حصد برونزية كأس العالم الماضية 2018 في روسيا.
ومن المقرر أن يظهر هنري لأول مرة على مقعد المدير الفني، غدا السبت، حين يحل موناكو ضيفا على فريق ستراسبورج، في إطار منافسات الأسبوع العاشر من الدوري الفرنسي.
ولن تكون مهمته مع فريق إمارة موناكو سهلة على الإطلاق، فالفريق يعاني من سوء النتائج مؤخرا، إذ يحتل حاليا المركز الثامن عشر في جدول المسابقة، بعد تلقيه خمس هزائم، فيما تعادل ثلاث مرات، وحقق انتصارا وحيدا بعد خوض تسع مباريات منذ انطلاق الدوري.
أما مواطنه باتريك فييرا أحد نجوم الجيل الذهبي للمنتخب الفرنسي المتوج بلقب المونديال عام 1998، فيتولى حاليا تدريب فريق نيس الفرنسي، منذ يونيو الماضي، خلفا للوسين فافري الذي رحل لتدريب فريق بروسيا دوورتموند الألماني.
فييرا بدأ مسيرته التدريبية مع الفريق الرديف لمانشستر سيتي، واستمر معه لمدة موسمين، قبل أن يشرف على تدريب فريق نيويورك سيتي الأمريكي، ثم انتقل منه إلى فريق نيس الفرنسي، وكان من ضمن المرشحين لخلافة أرسين فينجر في تدريب أرسنال.
ويبحث فييرا عن بداية جيدة لمشواره في منصب المدير الفني مع نيس، ولكن بعد مرور تسع جولات من الدوري الفرنسي، يحتل نيس المركز الثاني عشر برصيد 11 نقطة، بعدما حقق ثلاثة انتصارات، وتعادلين، وتلقى أربع هزائم.
وكان باتريك فييرا اللاعب يعد أحد علامات مركز الوسط المدافع في الألفية الثالثة، ومخترع وظائف لاعب محور الارتكاز "هاف ديفندر" طوال مسيرته في الملاعب سواء مع المنتخب الفرنسي أو الأندية التي لعب لها.
وارتدى فييرا قمصان فرق كان الفرنسي، والثلاثي الإيطالي ميلان وإنتر ويوفنتوس، والثنائي الانجليزي أرسنال ومانشستر سيتي، وحقق العديد من الألقاب والإنجازات، أبرزها لقب المونديال عام 1998 مع منتخب الديوك، وكذلك كأس الأمم الأوروبية 2000، فيما حصد مع الأندية التي لعب لها، لقب الدوري الإنجليزي ثلاث مرات مع أرسنال، وكذلك كأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات، والدرع الخيرية أربع مرات أيضا مع الفريق نفسه، بالإضافة إلى لقب الدوري الإيطالي مرة وحيدة مع يوفنتوس.
الاسم الثالث الذي تحول إلى منصب المدير الفني، هو الإنجليزي فرانك لامبارد الذي يشرف حاليا على تدريب فريق ديربي كاونتي الإنجليزي، في أولى تجاربه خارج خطوط الملعب.
ولامبارد اسم لمع كثيرا في سماء كرة القدم الإنجليزية والعالمية أيضا، حيث بدأ مسيرته مع الساحرة المستديرة عام 1995 مع فريق ويستهام يونايتد الإنجليزي، وأعير منه إلى نادي سوانزي سيتي، ثم انتقل في عام 2001 إلى صفوف تشيلسي الإنجليزي الذي شهد فترة تألق لامبارد، إلى أن رحل لصفوف فريق نيويورك سيتي الأمريكي، وأعير منه لمانشستر سيتي، قبل أن يعلن اعتزاله في فبراير من العام الماضي 2017.
وبعد انتهاء مسيرته في الملاعب، عمل لامبارد في مجال التحليل الكروي على مباريات الدوري الإنجليزي، إلى أن قرر أن يقتحم غمار عالم التدريب، ويبدأ مشواره مع ديربي كاونتي في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي "شامبيون شيب".
ويحتل ديربي كاونتي حاليا المركز الثامن في جدول الترتيب برصيد 18 نقطة، حيث حقق الفريق خمسة انتصارات، وتعادل ثلاث مرات، وتلقى أربع هزائم، بعد مرور 12 جولة من عمر المسابقة.
ولكن الحدث الأبرز حتى الآن في مسيرة لامبارد التدريبية، هو نجاحه في قيادة ديربي كاونتي لإقصاء فريق مانشستر يونايتد العريق من الدور الثالث لبطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية بعد الفوز عليه بضربات الترجيح 8-7، عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 2-2 في 25 سبتمبر الماضي.
أما مواطنه ستيفن جيرارد أحد أساطير كرة القدم الإنجليزية وفريق ليفربول الإنجليزي، فبدأ كذلك رحلته بعباءة المدير الفني، بعد أعوام عديدة تألق خلالها بقميص ليفربول ومنتخب الأسود الثلاثة.
وفي الرابع من شهر مايو الماضي، أعلن نادي جلاسكو رينجرز الأسكتلندي، تعيين جيرارد مديرا فنيا لفريقه الكروي بعقد يمتد لأربعة مواسم، في أولى تجارب نجم الريدز التدريبية الذي أكد أن حلمه في المستقبل هو الإشراف على تدريب ليفربول.
وقبل توليه تدريب رينجرز الأسكتلندي، عمل جيرارد مدربا في أكاديمية نادي ليفربول، كمرحلة تجهيزية له لدخول عالم التدريب، في محاولة لتكرار إنجازاته كلاعب.
ولم يلعب جيرارد طوال مسيرته في أي نادي بخلاف ليفربول، حيث دخل النادي وهو في سن التاسعة من عمره، واستمر بين جدرانه حتى أعلن اعتزاله كرة القدم عام 2016.
وحقق جيرارد لقب دوري أبطال أوروبا مع ليفربول عام 2005 عندما حقق الفريق فوزا دراميا على ميلان الإيطالي بضربات الترجيح، كما نال جيرارد مع الليفر لقب كأس الاتحاد الإنجليزي مرتين، بجانب ثلاثة كؤوس في بطولة الرابطة الإنجليزية، وكأس الدرع الخيرية مرة، وبطولة الاتحاد الأوروبي مرة، وكأس السوبر الأوروبي مرة.
الرباعي الأسطوري أنهوا رحلتهم مع لعب كرة القدم، ولكنهم فضلوا ألا يبتعدوا عن المستطيل الأخضر كثيرا، ليخوضوا غمار عالم التدريب، ويقرروا ارتداء عباءة المدير الفني.. فهل ستتواصل نجاحاتهم أم سيكون الأمر أكثر صعوبة؟