• الاتحاد الأوروبي
    الاتحاد الأوروبي
  • بريطانيا
    بريطانيا


القاهرة .. تقرير: هبه الحسيني.. مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم قمة الاتحاد الاوروبي التي تستمر يومين وتركز مناقشاتها بالأساس على قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو ما يطلق عليه "البريكست"، التي تواجه مسارا صعبا يعرقل الوصول إلى اتفاق نهائي بين الجانبين.
وعقدت آخر جولة من مفاوضات "البريكست" يوم الأحد الماضي حيث اجتمع "دومينيك راب" الوزير المكلف بملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع مفاوض الاتحاد الأوروبي "ميشيل بارنييه"، كما تم عقد سلسلة من الاجتماعات المنفردة مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 .
ويأمل الجانبان التوصل إلى اتفاق بشأن تعاونهما الاقتصادي المستقبلي ليقره قادة الاتحاد الأوروبي في هذه القمة ، تمهيدا لإتمام عملية الانفصال الكامل في الموعد المحدد وهو 29 مارس 2019. ورغم إحراز تقدم في بعض الملفات غير أن مشكلة الحدود مع أيرلندا تسببت في إفشال محادثات الأحد مما أعاق الوصول إلى اتفاق نهائي.
وتقترح بروكسل الحفاظ على أيرلندا الشمالية داخل الاتحاد الجمركي بعد مارس 2019، والحفاظ على ظاهر الحدود دون حدود، على الأقل بالنسبة للسلع. وهو ما رفضته تيريزا ماي رفضا قاطعا لما له من تأثير على سلامة الأراضي البريطانية. في المقابل، اقترحت ماي ترك قواعد الاتحاد الجمركي لفترة محددة لجميع الأراضي البريطانية. ولم تلق هذه الفكر إعجاب بروكسل ولا البريطانيين المؤيدين للبريكست حتى أن الحزب الوحدوي الديمقراطي الشمالي هدد بسحب دعمه للحكومة إذا قبلت لندن تطبيق قواعد محددة لأيرلندا الشمالية.

ويعبر حاليا الآلاف من الأشخاص الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا يوميا، كما تمر البضائع والخدمات بين المنطقتين بسهولة ودون أي قيود، ولا تخضع المنتجات للتفتيش. واتفقت كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنهما لا يريدان- في جميع الظروف- "حدوداً قاسية" وهو ما يعني إجراء عمليات تفتيش فعلية أو تركيب بنية تحتية مثل الكاميرات أو مراكز الجمارك.
ونتيجة عدم التوصل إلى اتفاق يتم إقراره في قمة اليوم، فمن المقرر أن يعقد قادة الاتحاد الأوروبى قمة استثنائية فى 17و18 نوفمبر المقبل لبحث سيناريوهات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى "دون صفقة". غير أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال إن مثل هذه القمة " للفرصة الأخيرة " لن تتم إلا في حالة إحراز تقدم كبير في حفل العشاء الذي سيقام مساء اليوم.

ويبدو أن أجواء التشاؤم بدأت تسود بين القادة الأوروبيين فقد صرح رئيس المجلس الأوروبي "دونالد تاسك" بأن غياب اتفاق بين لندن وبروكسل بات أمرا مرجحا أكثر من أي وقت مضى ، مشيرا إلى أن "البريكست أكثر تعقيدا مما يتصوره البعض"، وأنه "على الاتحاد الأوروبي أن يستعد لسيناريو خروج بريطانيا منه دون اتفاق يحكم العلاقات التجارية والمالية والاقتصادية بين الجانبين". كما صرحت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" أنه للأسف علينا الاستعداد لكافة اسيناريوهات بما فيهم "البريكست الصعب" بينما صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه -رغم اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق- إلا أن فرنسا مستعدة لجميع السيناريوهات. أما المستشار النمساوي سباستيان كورتس، الذي تتولي بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فقد صرح بأنه لا بديل أمام بريطانيا والاتحاد الأوروبي غير التوصل إلى اتفاق، مؤكدا أن الجميع يقوم بكل ما في وسعه من أجل تجنب وقوع "بريكست صعب".
على الورق يبدو أن لندن وبروكسل قريبان من الوصول إلى اتفاق، ونجحتا بالفعل في الوصول إلى نص أولى تم إقراره من قبل القادة الأوروبيين في ديسمبر 2017 يتضمن الخطوط العريضة لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي غير أن الدخول في التفاصيل يبدو أكثر تعقيدا وهو ما عرقل وصول الجانبين إلى اتفاق حتى الآن، بعد مرور عشرة أشهر على الاتفاق الأولي.
ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل 29 مارس 2019، ولكن يجب قبل هذا التاريخ أن تتوصل لندن وبروكسل إلى اتفاق لترتيب شروط "الانفصال"، بحيث تكون أمام البرلمانات الوطنية مهلة كافية للمصادقة على الاتفاق.

أ ش أ