• التبع
    التبع


تقرير شادية محمود

أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ، وإستشارى الأطفال ، وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ، أنه مع احتفال العالم اليوم (الخميس ) باليوم العالمى للإمتناع عن التبغ ، تدق عشر حقائق ناقوس الخطر وتطلق صيحة تحذير تجاه تهديد التبغ للجميع وللتنمية ، وتوفر تطعيما ثقافيا وقائيا ضد تدخينه.
وقال بدران، فى حديث خاص - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - اليوم إن تدخين التبغ يتسبب فى وفاة نحو ستة ملايين نسمة سنويا حول العالم بمعدل شخص كل 11 دقيقة ، ولذلك فإنه يعد من أكبر الأخطار الصحية التي هددت البشرية على مر التاريخ ،ويعيش 80 فى المائة من المدخنين حاليا البالغ عددهم مليار شخص في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل .
واوضح أن الحقائق العشر هى أن التبغ الأخضر بات وباءا ، وأن نيكوتين التبغ يصل للبن الأم ، وأن معاناة بعض الأطفال من المغص سببه تدخين التبغ ، وأن التبغ ينفث سبعة سموم ضارة للأهداب التنفسية ، وأن التدخين يخفض مضادات الأكسدة ، ويضعف المناعة ، ويكسر الكولاجين ويعادى الجلد ، ويضيق الشرايين ، وأن التبغ وراء الإصابة بالحساسية .
وأضاف أن امتصاص النيكوتين فى الجسم يتم بعد 10 ثوان فقط من استنشاق دخان السيجارة ، إذ تمتصه البطانات المخاطية في الأنف والفم والرئتين ويصل إلى المخ ، وذلك لما يتوفر للفم من وسط قلوى ، فيما لايمتص فى المعدة بسبب حموضة سوائلها ، ويمتص جيدا في الأمعاء الدقيقة ، التى لديها مزيد من القلوية ومساحة كبيرة ، وينخفض تركيز التبغ بنسبة 30 فى المائة بسبب مروره الأولى فى الكبد الذى يقلل من توافره الحيوى.
وأضاف أن الجلد السليم للإنسان يمتص النيكوتين بسهولة وببطء خلال ما بين ساعة وساعتين ، وتلك الحقيقة تم استنباطها من إصابة مزارعى التبغ "بوباء التبغ الأخضر " نتيجة للمس جلودهم والملابس الرطبة التى يرتدونها للتبغ فى المزارع ، كاشفا أن الغثيان والقيء والدوخة والصداع و صعوبة النوم وفقد الشهية والشعور بالمغص من أعراض هذا الوباء المستحدث الذى يمكن إضافته للطرق التى يدخل بها النيكوتين إلى جسم الإنسان ٠
وأشار إلى الحقيقة الثانية ، المتعلقة بوصول نيكوتين التبغ للبن المرضعات ، فقال إن لبن الأم بعد نصف ساعة من تدخين السيجارة التى غالبا ما تحتوى على 0.6 مليجرام من النيكوتين يصبح محملا بالنيكوتين ، ويبلغ مداه بعد ساعة ويختفى من اللبن فى غضون 3 ساعات ، ولكن يظل الكوتينين ( مشتق من النيكوتين ) لمدة 72 ساعة فى الحليب ، وبهذا تهدد الأم المدخنة رضيعها على مدى ثلاثة أيام بعد تدخين كل سيجارة ، إلى جانب أثر النيكوتين فى تقليل انتاج لبن الرضاعة ، شارحا أثر ذلك الضار على الرضيع ، إذ يؤدى إلى فقدان شهيته ورفض الرضاعة والغضب والبكاء المفرط والمغص الذى يزيد معدلات شعور الرضيع به مع تدخين الأم أكثر من ٥ سجائر فى اليوم ، ومع تدخينها أكثر من ٢٠ سيجارة يوميا يتقيأ الرضيع ويشعر بالغثيان ويصاب بالإسهال ويزيد معدل ضربات القلب ويتأخر نمو الرئة ، ويجد صعوبة فى النوم.
وشدد بدران على أن الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض المرتبطة بالتدخين السلبى لدى الأطفال مثل أمراض الجهاز التنفسي كالربو والتهابات الأذن ، كما يقلل من احتمالات ولادة طفل ميت ومن وفيات الرضع ، مشيرا إلى أنه إذا كان من المعروف أن التدخين يزيد من أمراض الحساسية ، فإن دراسات عديدة بينت تفاقم الحساسيات عند التعرض للتدخين وحشرة الفراش معا ، وأن التدخين يشل ويدمر الأهداب التنفسية مما يسمح لمسببات الحساسية والميكروبات بالتسلل للخلايا التنفسية المبطنة للشعب الهوائية ، إلى جانب أن التدخين يحدث تغيرات فى التركيبة البنائية لأنسجة الممرات الهوائية ، تؤدى إلى فقدها المرونة والقدرة على الإتساع والتمدد اللذين يعينان الإنسان عند المجهود ويعوق توفير كميات أكبر من الأوكسيجين.
وشرح ، الآلية التى يؤثر بها التدخين على الشرايين ، موضحا أنه بعد خمس دقائق من التعرض لأبخرة التدخين تقل قدره "الأورطى" أكبر شريان فى جسم الإنسان على التمدد وبالتالى تقل كمية الدم التى تصل للأنسجة ، وبعد 30 دقيقه تفقد الشرايين التاجية التى تغذى القلب ( تفقد ) الاحتياطى الاستراتيجى المسئول عن الامداد السريع للقلب نفسه بالدم وقت الخطر أو عند زيادة المجهود ، ويزيد معدل ضربات القلب نتيجة انطلاق (الأدرينالين والنورادرينالين) ، وهي هرمونات تنتجها الغدد الكظرية بمجرد امتصاص الحويصلات الهوائية في الرئتين أو الأغشية المخاطية للأنف للنيكوتين.
وقال إن التبغ هو عدو الشعر والجلد ، حيث يقلل من حيوية الشعر وكثافته ويزيد من معدلات سقوطه ، ويقلل رصيد الجسم من مضادات الأكسدة مما يجعل الجلد أقل حماية من سموم التبغ وملوثات الهواء ، ويزيد من جفافه ويكسر مادة "الكولاجين "، المسئولة عن حيوية الجلد والأنسجة والأوعية الدموية ، وعند ضموره أو تكسيره تظهر علامات الشيخوخة ، فتظهر الشيخوخة المبكرة للجلد بمعدل من عشرة إلى عشرين عاما ويضاعف تجاعيد الوجه وترهل الجلد خمس مرات ، لافتا إلى أن زوجة المدخن تبدو أكبر من عمرها بحوالى 15 عام فى المتوسط .
وأشار إلى أن العديد من الدراسات الحديثة بينت أن التدخين له آثار ضارة على شفاء الجروح الجلدية ، وربطت تدخين السجائر بالعديد من مضاعفات ما بعد الجراحة ، بما في ذلك تضاعف نسب التهابات الجروح خمس مرات ، ورفض عمليات ترقيع الجلد.
وتابع خبير المناعة والحساسية ، أن استنشاق أدخنة التبغ يهيج الأغشية المخاطية ويزيد من معدلات الحساسية خاصة حساسية الصدر بشكل عام خاصة فى الأطفال المصابين بالربو الشعبى , لكن من الممكن أن تحدث حساسية للتبغ ذاته, مؤدية إلى تهيج الأنف وتورم الممرات الأنفية والعطس وحك العين وبحة الصوت والسعال والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الأنف التحسسي ، و الصفير وضيق الشعب الهوائية , وصعوبة في التنفس.
وقال بدران إن سموم التبغ تلحق الأضرار بالعديد من أنسجة الجسم،وهذا يسبب استنزاف الجهاز المناعى الذى يوجه ترسانته فى الدفاع عن الجسم إلى معارك عديدة فى ذات الوقت ، وهذا التشتيت المناعى يسمح باستسلام الضحية لثلاثى الالتهابات والحساسيات والسرطانات ، كما يؤثر التدخين على قدرة الجسم على امتصاص مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن ، ويقلل من مستويات الكالسيوم والزنك والسيلينيوم والنحاس وفيتامينات أ ، سى ، هـ ، والبيتاكاروتين.
وأشار إلى أن الدراسات الحديثة بينت أن التدخين يخفض مضادات الأكسدة فى الخلايا الطلائية التى تغطى المجرى الداخلى للشعب الهوائية بعد 60 دقيقة فقط ، فتفقد صلاحيتها كخط دفاع ميكانيكى داخلى للجهاز التنفسى من الميكروبات الغازية والمؤثرات البيئية ، وكذلك وظيفتها الهامة جدا للوقاية والتعافى من الإلتهابات الرئوية.