• كاس العالم
    كاس العالم


تقرير: أيمن عبد الحميد

بدأ العد التنازلي على انطلاق نهائيات النسخة الـ21 من كأس العالم، والتى تستضيفها روسيا فى الفترة من 14 يونيو و حتي 15 يوليو المقبلين وسط شغف عشاق الساحرة المستديرة في كل بقاع العالم لانطلاق الحدث الكروي الأكبر .
وتتسابق الأيام والساعات لبداية أعظم عرس كروي في العالم المعمورة هو كأس العالم 2018، مع ترقب الجميع بشغف الحدث الأغلى والأثمن بعد انتظار دام 4 سنوات ولكن ما هي قصة كأس العالم؟ وكيف بدأ؟ دعونا نجيب على تلك الأسئلة ونعرض عليكم وقائع وملابسات تأسيس بطولة كأس العالم منذ مهده وبذرته الأولى.
ويعد جول ريميه المهندس الرئيسى لإنشاء مسابقة كأس العالم التى أقيمت نسختها الأولى عام 1930 فى أوروجواى، بعدما ألهمه نجاح البطولات الأوليمبية فى عامى 1924 و1928 لمواصلة قوته فى إقناع الكونجرس والبلد المضيف و12 دولة بالمشاركة فى العرس الكروى العالمى.
وترجع فكرة إقامة كأس العالم لكرة القدم إلى أول اجتماع للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1904 في باريس، وبحضور 7 دول هي سويسرا، بلجيكا، الدانمارك، فرنسا، هولندا، أسبانيا، والسويد، حيث تبنى الاتحاد الدولي فكرة إقامة بطولة عالمية لكرة القدم، بعد أن استغرق القرار وقتا طويلا للاتفاق عليه بسبب عدة صعوبات، كانت أبرزها رفض اللجنة الأولمبية الدولية لفكرة البطولة خوفاً من تأثيرها على الدورات الأولمبية العريقة، وكذلك خوفاً من سيطرة الاتحاد الدولي على اللعبة الأكثر شعبية في العالم .
واعترضت اللجنة الأوليمبية وقتها على مشاركة اللاعبين المحترفين بالدول المتقدمة كروياً في منافسة مع نظرائهم الهواة من الدول الأقل تطوراً في عالم كرة القدم، وكانت مصممة على اشتراك اللاعبين الهواة فقط.
وتم إحياء الفكرة مرة أخرى عام 1921 على يد الفرنسي جول ريميه، والذى أصبح لاحقا رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم وعمل جاهداً لإطلاق أول بطولة عالمية لكرة القدم، وبعد مرور 7 أعوام على تعيينه في منصب الرئاسة وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم في اجتماع تاريخي عقد في 25 مايو 1928 فى امستردام على إقرار بطولة كأس العالم، وتسميتها ببطولة كأس النصر.
وجاءت نتيجة التصويت أن 25 دولة وافقت و5 دول رفضت، ووافق الاتحاد الدولي أخيرا على فكرة ريميه وأطلقت البطولة باسمه تخليدا له وتكريما له، وجعلت المشاركة مفتوحة لكافة الدول الأعضاء، وأن تكون البطولة بدون تصفيات.
وكاد أن يصاب جول ريميه بخيبة أمل كبيرة، لأنه حتى قبل بداية البطولة بشهرين فقط لم ترسل أية دولة تأكيداً وموافقة على المشاركة بالبطولة، مما وضعه في موقف صعب وأوشك حلمه على الانهيار، لكنه قام باتصالاته مع كافة الدول الأعضاء ونجح في إقناع 4 دول أوروبية بالمشاركة إلى جانب دول أمريكا الجنوبية والشمالية.
وتحمل الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك مصاريف سفر كل منتخب وأيضاً تحملت حكومة الأوروجواي تكاليف إقامة المنتخبات من أجل تشجيع وتحفيز منتخبات البلاد الأعضاء في الاتحاد الدولي على المشاركة، ولكن بالرغم من ذلك لم يشارك سوى 13 منتخبا فقط، ولكن انطلقت أولى بطولات كأس العالم وتحقق حلم الفرنسي جول ريميه الذي أصبح حلما لكل دولة في العالم بعدها بالمشاركة في البطولة.
وتقدمت دول الأوروجواي وإيطاليا وهولندا واسبانيا بطلب تنظيم البطولة، وتمت الموافقة على طلب الأوروجواى نظرا من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد انعقاد مؤتمر بشأنها في برشلونة 18 مايو 1929 بالتزامن مع الذكرى المئوية لاستقلالها .
ويعد أبرز أسباب استضافة الأوروجواى لأول كأس عالم لأنها كانت رائدة المنتخبات في ذلك الوقت وبطلة آخر دورتين أولمبيتين، وقدمت تسهيلات للمنتخبات المشاركة، وتكفل للاتحاد الدولي بدفع مصاريف الفرق وتنقلاتها الصعبة في ذلك الوقت قبل عامين من انطلاق منافسات أول كأس عالم.
وشهدت البطولة العالمية استقلال المنتخب الروماني مع قائده ومدربه (رودولف ويتزر) باخرة في جنوة الإيطالية ودخلت البطولة بعد تتويج كارول الثاني ملكا لرومانيا، وهو من اختار لاعبي الفريق، وتفاوض مع أصحاب عملهم حتى تبقى وظائفهم بعد عودتهم، فيما أقلع الفرنسيون من مدينة فيلفرانش سور مير بتاريخ 21 يونيو 1930، والبلجيكيون من برشلونة، وبنفس الباخرة تم نقل كأس العالم ورئيس الاتحاد الدولي (جول ريميه)، بالإضافة للحكام الأوروبيين الثلاثة (البلجيكي جون لانغينوس، البلجيكي هينري كريستوف، والفرنسي توماس بالفاي)، فيما تم المرور على "ريو دي جانيرو" لأخذ الفريق البرازيلي بتاريخ 29 يونيو 1930 قبل أن ترسى الباخرة في نهاية رحلتها بالأوروجواى في 4 يوليو 1930، وقطع الفريق اليوغسلافي الأطلسي "بنصف عدده" عن طريق الباخرة البريدية (فلوريادا)، مستقلا إياها من مدينة مارسيليا الفرنسية.
وتم توزيع المنتخبات ال 13 على 4 مجموعات حيث ضمت المجموعة الأولى 4 منتخبات، وشملت باقي المجموعات 3 منتخبات حيث تم وضع منتخبات الأرجنتين، الولايات المتحدة، البرازيل، والأوروجواي على رؤوس المجموعات.
وتعتبر بطولة كأس العالم عام 1930 هى البطولة الوحيدة التى لم تشهد تعادلا بين الفرق، وانتهت جميع مبارياتها بالفوز حيث لعبت جميع المجموعات بطريقة الدوري من دور واحد.
واشترطت التعليمات وجوب وجود جائزة ثمينة تقدم للمنتخب الفائز بالبطولة العالمية مما دفعهم إلى إنشاء كأس النصر (كأس جول ريميه) وانطلقت البطولة لأول مرة عام 1930 ولا زالت مستمرة كل 4 سنوات حتى اليوم.
وصنعت كأس العالم من 3.8 كيلوجرام من الذهب الخالص من تصميم الفنان الفرنسي ابيل لافييرو، ويبلغ ارتفاعه 35 سم على شكل تمثال مطلي بالذهب والفضة ويقف على قاعدة زرقاء صنعت بشكل رائع من حجر اللازورد، وبلغت تكلفة صنعه 50 ألف فرنك سويسري أو ما يعادل في ذلك الوقت 3000 جنيه استرليني، كما تم التأمين على الكأس الذهبية بمبلغ قدره 30 ألف جنيه استرليني، قام ريميه بدفع تكلفته من جيبه الخاص .
ولعبت أول مباراتين لكأس العالم بتوقيت واحد، وقد فاز فيها منتخب فرنسا لكرة القدم ومنتخب الولايات المتحدة لكرة القدم، اللذين فازا على المكسيك 4 - 1، وبلجيكا 3 - 0، على التوالي، وأحرز الهدف الأول في تاريخ كأس العالم الفرنسي لوسيان لوران، وفي المباراة النهائية تغلب منتخب الأورجواي لكرة القدم على الأرجنتين بنتيجة 4 - 2 أمام حشد كبير بلغ 93 ألف مشجع في مونتيفديو، وأصبحت أوروجواي أول دولة تفوز بالكأس.
ويعتبر الأرجنتيني فرانشيسكو فارايو هو آخر من توفى من الذين خاضوا نهائي كأس العالم لكرة القدم 1930، عندما توفى في 30 أغسطس 2010.
وشهدت أول كأس عالم عدة طرائف منها إطلاق الميدو ريجو الحكم البرازيلى لمباراة فرنسا والمكسيك صافرة النهاية قبل انقضاء الوقت الأصلى بست دقائق بنتيجة هدف مقابل لاشىء للمنتخب المكسيكى، وعندما اعترض اللاعبون الفرنسيون على النهاية المبكرة تم استئناف اللقاء، كما ارتدى منتخبا البرازيل وبوليفيا خلال لقائهما قمصانا بنفس اللون ما تسبب فى حدوث خلط وتشويش كبيرين لمدة 45 دقيقة وطلب حكم المباراة بعدها تغيير القمصان .