• موريتانيا
    موريتانيا


تقرير/المختار ولد الشبيه

بعد عشر سنوات من الغياب ، تعود الأفواج السياحية إلى مدينة اطار عاصمة واحات النخيل الموريتاني من خلال فوج سياحي أوروبي شكل وصوله مساء الأحد أملا جديدا لصناعة السياحة التي أثر غيابها على على الاقتصاد الموريتاني والعاملين في الحقل السياحي.
ووصل إلى مطار مدينة اطار شمال موريتانيا فوج سياحي ضم 147 سائحا فرنسيا يشكلون أولى رحلات الموسم السياحي الرسمي بموريتانيا، وتم تنظيم استقبال رسمي رحبت خلاله وزيرة السياحة الناهى بنت مكناس ومحافظ المدينة الشيخ ولد عبد الله بالفوج السياحي الذي ستتابع بعده رحلات الأفواج السياحية الأخرى.
واعتبر المحافظ في تصريح للاذاعة الموريتانية ان وصول الفوج الأول يعطي دفعة كبيرة للاقتصاد المحلي ويساعد في خفض معدلات البطالة مع انطلاق الموسم السياحي . مضيفا أن الجهات المختصة ستسهر ليلا ونهارا على نجاح هذه المهمة حتى تتكلل بالنجاح.
ويبدي صناع تقليديون ارتياحهم لعودة السياح وهم الأكثر تأثرا بتراجع صناعة السياحة طيلة الأعوام الماضية .
ويري إبراهيم وهو خمسيني له أربعة أولاد اكبرهم يستعد للثانوية العامة أن الأمور بخير وان وصول الفوج السياحي بداية مبشرة.
وأضاف: أنا منذ سنوات بلا عمل لان عملي مرتبط بالصناعة السياحية وكنت اعتمد طيلة الفترة الماضية على ما أجنيه من زراعة التمور ولم يكن يكفي مؤونة أسرتي أما اليوم فالوضع مبشر لان السياح سيشترون مني الصناعات التقليدية.
وقررت موريتانيا ضمن جهودها لتنشيط السياحة تخفيض تسعيرة تأشيرة دخول الأجانب إلى أراضيها في مختلف نقاط الدخول بحوالي الثلث، لتبلغ أربعين يورو بدل مائة وثلاثين يورو مطلع العام الجاري. وبدأ العمل بالتسعيرة الجديدة الخاصة برسوم عبور السياح لداخل موريتانيا من المطارات الدولية، ثم لاحقاً عبر المعابر الحدودية مع المغرب والسنغال ومالي.
وتأمل موريتانيا أن يساعد هذا القرار في رفع أعداد السياح.. واعتبر المكتب الوطني للسياحة أن النتائج الإيجابية لهذا القرار ظهرت بالفعل من خلال أعداد الوافدين إلى البلد من مختلف نقاط العبور وخاصة من مطار نواكشوط الدولي.
ووسط جهود تنشيط السياحة ، يغري الموريتانيون اليوم السياح بالمميزات الطبيعية واكتشاف أماكن جديدة بعد أن ملوا الإقامة في المنتجعات والاستجمام على الشواطئ.
ويرى أحمد محمود وهو صاحب شركة سياحية أن الدراسات الجديدة أظهرت أن العديد من السياح مل الفنادق الفاخرة وأصبحت تستهويه اليوم أكثر من اي وقت آخر الطبيعة ويقبل على الاستمتاع بروعة الواحات والشمس الذهبية والشواطئ الجذابة والمناطق الأثرية، إضافة إلى ممارسة الهوايات كرياضات التحدي والقنص البري وركوب الجمال وقيادة سيارات الدفع الرباعي وسط رمال الصحراء"
وأضاف: نحن وضعنا برامج جديدة تركز على الطبيعة الصحراوية وما بها من مناظر خلابة سواء كانت مرتفعات أو كثبان أو أخاديد صخرية، إضافة إلى القيام برحلات الصيد ومشاهدة الحيوانات البرية والتزلج على الكثبان الرملية والاستمتاع بمنظر الغروب البديع وسكون ليل الصحراء والحفلات الفولكلورية التي يمتزج فيها العربي الأصيل بالافريقي.
وضمن نتائجها الإيجابية ومع وصول أول الأفواج السياحية ، انخفضت أسعار التذاكر من موريتانيا إلى العاصمة الفرنسية بشكل غير مسبوق ، حيث بلغ سعر الرحلة عبر الطائرات 130 يورو بدلا من 700 سعر التذكرة على الخطوط الموريتانية او الخطوط الفرنسية من نواكشوط الى باريس.
وتشهد موريتانيا أمانا ملحوظا استمر لسنوات مما يرجع له المراقبون عودة السياح بعد تلقى السياحة في موريتانيا ضربات قاسية بسبب التهديدات الأمنية وتسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" الى داخل التراب الموريتاني وقيامهم بعمليات اختطاف السياح.
وفي العام 2007 توقف توافد السياح الأوربيين إلى شمال موريتانيا بعد إعلان المنطقة "حمراء" إثر أعمال إرهابية استهدفت ضباطا وجنود وسياحا غربيين في الغلاوية وتورين وآخر هذه العمليات مقتل اربعة سياح فرنسيين على بعد 250 كلم شرقي نواكشوط.
وعانى قطاع السياحة في المنطقة الشمالية ظروفا اقتصادية صعبة، بعد أن أوقفت الوكالات السياحية رحلاتها الدولية..غير أن الإجراءات الأمنية الكبيرة التي قامت بها موريتانيا ضمن مقاربة أمنية سمحت بإعادة الانتشار العسكري وتوفير الامكانيات اللازمة لعمل القوات المسلحة وقوات الأمن غير تصنيفها من منطقة الخطر وفق التقييم الأوروبي.
وقال مصدر رسمي إن 13 وفدا سياحيا سيصلون إلى موريتانيا بعد هذا الفوج لتشكل هذه الوفود السياحية أولى بشائر عودة السياحة الى موريتانيا بعد عشر سنوات من الغياب بسبب الأوضاع الأمنية.
وأعلنت مؤسسة "ابونت افريك" الدولية ان مجموع الافواج السياحية التي حجز أصحابها حتى الساعة للسفر من العاصمة الفرنسية باريس إلى مدينة اطار عاصمة واحات النخيل الموريتاني بلغ 14 فوجا مؤكدة ان هذا عمل رائع لكنهم ما يزالون يريدون أكثر.
وفي مدينة اطار التي تبعد 420 كلم شمال العاصمة نواكشوط يلاحظ الزائر استعدادات حثيثة لانطلاق موسم السياحي لهذا العام وبدأت الفنادق والنزل ووكالات السيارات استعداداتها للموسم بعد عشر سنوات من الغياب.
م ش ا
أ ش أ