• الاستثمار
    الاستثمار


تقرير : عصام الدسوقى

كشف مؤشر الاستثمار في أفريقيا ، الذي يعده "مصرف راند التجاري"، أن مصر تفوقت على جنوب أفريقيا وتمكنت من احتلال الدول الأكثر جذباً للاستثمار في القارة وحلت محلها في الوقت الذي خرجت فيه نيجيريا والجزائر من قائمة الدول العشر الأكثر جذباً، وتمكنت رواندا من العودة مجدداً إلى مظلة القائمة، بينما بقيت ناميبيا وبوتسوانا وموريشيوس ضمن قائمة الدول العشرين لتعجز بذلك عن تحسين مواقعها والدخول في قائمة العشر نظراً لـ"محدودية حجم أسواقها الداخلية"، حسبما يؤكد معدو المؤشر.
وبعد ست سنوات، نعمت فيها دولة جنوب أفريقيا بصدارة مؤشر الدولة الأكثر جذبا للاستثمارات في أفريقيا، قال "مصرف راند التجاري" الجنوب أفريقي، الذي يعد "مؤشر أين تستثمر في أفريقيا عام 2018" إن مصر جاءت في صدارة القائمة بتحقيقها أنشطة اقتصادية متفوقة وملفتة لتطيح بجنوب أفريقيا التي سجلت معدلات نمو هزيلة. مشيرا إلى أن عملة مصر ، وأسواقها المالية، وأسواق رأس المال فيها لا زالت تتفوق على غيرها من البلدان الأفريقية الأخرى التي تواجه قيوداً وإشكاليات تتعلق بالسيولة.
ويشير تقرير "مؤشر راند" الصادر أخيراً إلى أن كينيا ظلت متشبثة بمكانها في المركز السادس بقائمة البلدان العشرة الأكثر جذباً للاستثمارات، وعزا ذلك إلى أن المستثمرين ما زالوا منجذبين نحو تنوع هياكل الاقتصاد الكيني، والسياسات المشجعة لتحرير الأسواق، وتنامي مستويات الإنفاق الإستهلاكي في البلاد.
ونتيجة لإجرائها إصلاحات مكثفة رامية إلى تحسين بيئة الأعمال، واقتلاع الفساد، وتحقيق معدلات نمو ثابتة، تمكنت تنزانيا من تحسين موقعها بقائمة الدول العشر الأكثر جذباً في القارة الأفريقية لتقفز إلى المركز السابع، وقد تمكنت رواندا من العودة مجدداً إلى القائمة بعد غياب عامين عنها، وأرجع معدو التقرير تصنيفها ضمن العشرة الأوائل مرة أخرى إلى أنها تعتبر من أكثر الدول إسراعها في إصلاحاتها الاقتصادية على مستوى العالم، محققة معدلات نمو حقيقي مرتفعة، فضلاً عن محاولاتها الدؤوبة لتنويع اقتصادها".
وهنا يطلق التقرير تحذيراً إلى بلدان القارة الأفريقية كافة قائلاً :"إن أحد أهم النتائج التي توصل إليها تقرير أين تستثمر في أفريقيا في نسخته الجديدة لعام 2018، أن القارة الأفريقية ستجد نفسها على تتأرجح على حافة كارثة إذا استمرت في الاعتماد على ركائزها الاقتصادية الراهنة دون الإسراع بخطوات تنويع اقتصاداتها".
ولفت التقرير إلى أن هناك دولاً تفهمت مدى حاجتها إلى التكيف مع موجة التباطؤ الطويلة التي أصابت أسعار السلع الأولية وتدني مستويات النمو في الإنتاج، على عكس أخرى لم تتمكن من استيعاب تلك الظروف الصعبة.
وتستند الفكرة الأساسية التي بني عليها "تقرير أين تستثمر في أفريقيا خلال 2018" على مفهوم "المال يتحدث"، فالتقرير يقتفي أثر الاستثمارات في القارة لتقييم الجوانب الحيوية والجوهرية لأداء اقتصاد كل دولة على حدة، كما يتتبع التقرير المصادر الرئيسية للإيرادات الدولارية، بما يتيح له قياس أكثر مولدات الدخل أهمية، وتعيين الفرص الاستثمارية الجاذبة.
ويقول الباحث المشارك في إعداد تقرير 2018، سيليستي فوكونير، "على مدار السنوات الثلاث الماضية، كان على بعض الحكومات الأفريقية إجراء تخفيضات مؤلمة في موازناتها، واتخاذ قرارات عدة لخفض قيمة العملة المحلية، وتبني سياسات مالية صارمة، وجميعها إجراءات قادت إلى حدوث تراجع حاد في الإيرادات التقليدية لها.
من جانبها ترى الباحثة المشاركة في التقرير، نيما رامخيلوان- بانا، أن "بعض الدول كانت أكثر قدرة وكفاءة من غيرها في التعاطي مع هذا العجز الحادث"، مشيرة إلى أنه في أفريقيا يقيس تقرير مؤشر الاستثمار أداء 53 دولة في القارة، لكنه يتضمن أيضا 191 محكماً في أنحاء العالم، يقيسون الأداء النسبي لأفريقيا مقارنة بجماعات الدول الأخرى في مناطق أخرى من العالم.