• الأهرام
    الأهرام


نفى الأستاذ الدكتور نشأت حسن الزهري، أستاذ مساعد الآثار المصرية والسودانية القديمة بكلية الأداب بجامعة عين شمس، صحة المزاعم التي رددها البعض عن قدم أهرامات السودان وسبقها لأهرامات مصر، لافتا إلى أن أهرامات مصر تسبق أول هرم سوداني بألفي عام.
وقال مستنكرا أن تكرار هذه الأكاذيب يأتي تطبيقا لمحاولة زرع فكرة صراع الحضارات بين أبناء الوطن الواحد (مصر والسودان) الذين يجري في عروقهم ماء النيل قبل الدماء الواحدة.
وأضاف د.نشأت الزهري- في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط مساء اليوم الخميس - لو تعرض زملاؤنا الأعزاء السودانيون من المتخصصين في الآثار لنفوا تماما صحة هذه المغالطات المكشوفة .
ومضى يقول "نحن لا ننكر سبق حضارة الخرطوم في معرفة الفخار في العصر الحجري الوسيط بينما عرفته مصر في العصر الحجري الحديث بعد توحيد مصر على يد الملك العظيم نعرمر (مينا عند العامة) في حوالي العام 3200 قبل الميلاد ومن هنا بدأت أقدم حضارة متكاملة عرفها العالم".
وأوضح الزهري أن قصة بناء الأهرام بدأت مراحلها الأولى في دفن ملوك الأسرتين الأولى والثانية في مقابر بهيئة المصطبة ثم تطورت إلى الهرم المدرج فالهرم بصورته الأخيرة.
وقال إن (هرم زوسر المدرج) في سقارة يؤرخ بعام 2690 قبل الميلاد، و(هرم ميدوم) للملك حوني الذي أكمله ابنه سنفرو هو أقدم هرم كامل يؤرخ بعام 2640 قبل الميلاد، وهرما دهشور للملك سنفرو يؤرخان بعام 2620 قبل الميلاد، أما الإشارة التي وردت عن هرم الملك السوداني بيعنخي في جبانة الكورو ####Ku. 17 #### "وهو بقايا هرم فلا توجد منه إلا أساساته ورأيتها بنفسي" فتاريخها يرجع إلى عام 720 قبل الميلاد أي بعد رجوع بعنخي من مصر حيث اتخذ مقبرته بهيئة الهرم بعد أن تم دفن أسلافه في مقابر عادية في الكورو، وهو ما يعني أن هرمه بني بعد الأهرامات المصرية بأكثر من 2000عام .
وأكد أن أقدم هرم كامل موجود في السودان هو "هرم الملك طاهرقه" Nu. 1### ### وهو قائم في (جبانة نوري) ويؤرخ بالعام 660 قبل الميلاد، و(جبانة البركل) في السودان أيضا بدأ العمل فيها في العام 300 قبل الميلاد أي بعد الأهرامات المصرية بحولي 2400 عام، وجبانة البجراوية بدأ العمل فيها في العام 250 قبل الميلاد أي بعد الأهرامات المصرية بحولي 2450 عاما.
وشدد على أن مصر تمتلك أقدم تاريخ مكتوب وموثق بالتواريخ الدقيقة وأسماء الملوك وأعمالهم وانجازاتهم منذ أكثر من 3500 قبل الميلاد وأطلق المؤرخون الأجانب عليها وصف" مصر أم الدنيا"، في حين أن أول ملك في السودان القديم تم ذكره هو "الارا" ويؤرخ بما قبل عام 750 قبل الميلاد، ولم يتم معرفة آثار له وعثر على آثار لخليفته الملك " كاشتا" الذي يؤرخ له بما قبل 746 قبل الميلاد.