أظهر فريق بحث دولي، بقيادة العلماء في جامعة (كاليفورنيا) الأمريكية، أن الخلايا المناعة المعوية تنتقل إلى الدماغ أثناء الإصابة بالتصلب المتعدد (MS) لدى المرضى. ويبدو أن خلايا الأمعاء هذه تلعب دورا وقائيا، حيث تساعد في تهدئة أعراض مرض التصلب المتعدد .
وتتعثر أنواع أخرى من الخلايا المناعية - في مرض التصلب العصبي المتعدد - وتهاجم مادة المايلين، وهي مادة عازلة مهمة تساعد الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض بسرعة وبشكل موثوق، ويؤدي الضرر الناتج إلى نوبات دورية من مرض التصلب العصبي المتعدد، التي يمكن أن تترك المرضى يعانون من فقدان البصر ومشاكل الذاكرة والألم وأعراض أخرى.
وغالبًا ما تهدأ أعراض "الانتكاس" هذه من تلقاء نفسها بعد أيام أو أسابيع، لكن الخبراء لا يزالون لا يفهمون جيدًا ما الذي يقلب التحول من النوبة إلى الهدأة والعودة مرة أخرى.
وتشير النتائج الجديدة - التي نُشرت في عدد نوفمبر من مجلة (علم المناعة) - إلى أن لاعبًا جديدًا غير متوقع قد يساعد في السيطرة على النوبات المفاجئة: الخلايا المناعية من الأمعاء التي تعبر عن نوع من الأجسام المضادة يسمى (IgA).
ففي القناة الهضمية، تعمل هذه الخلايا كخط دفاع أول حاسم ضد الغزاة الأجانب، ويعتقد العلماء أنها تساعد في منع البكتيريا المزدحمة في ميكروبيوم (البكتيريا الحميدة) الأمعاء لدينا من النمو خارج نطاق السيطرة .
وفي الآونة الأخيرة، توصل فريق بحثي دولي، بقيادة العلماء في جامعة (كاليفورنيا)، إلى اكتشاف مفاجئ مفاده بأنه في نماذج حيوانية من مرض التصلب العصبي المتعدد، تترك هذه الخلايا المناعية في الأمعاء الجهاز الهضمي وتنتقل إلى الدماغ حيث يبدو أنها تساعد في الحد من الالتهاب.
وذهب الفريق البحثي - بما في ذلك علماء في كل من كندا وألمانيا والسويد وسويسرا - إلى أبعد من ذلك، حيث اكتشفوا آثارًا للأجسام المضادة (IgA) في السائل الدماغي الشوكي لمرضى التصلب المتعدد أثناء النوبات، لكن ليس عندما تكون النوبات في هدوء.
ووجدوا أيضًا علامات على الخلايا المناعية المنتجة لـ (IgA) في أنسجة المخ المتبرع بها بعد الوفاة، والتي تضررت أثناء نوبات التصلب المتعدد.
وتؤكد النتائج - لأول مرة - أن الخلايا المناعية المعوية متورطة في انتكاسات مرض التصلب العصبي المتعدد لدى البشر.
وقال الدكتور "سيرجيو بارانزينى"، أستاذ علم الأعصاب في جامعة (كاليفورنيا): "فقط في وقت الهجوم كانت هناك زيادة في هذه الخلايا والأجسام المضادة التي تنتجها".. على أمل تحديد ما تفعله خلايا الأمعاء المناعية في الدماغ، ونظر الفريق - بعد ذلك - لمعرفة أنواع الجزيئات التي يتفاعل معها الجسم المضاد ( IgA) وقدمت الأبحاث الحديثة دليلًا على أن ميكروبيوم الأمعاء غير الصحي يلعب دورًا في مرض التصلب العصبي المتعدد، عندما تتكاثر أنواع معينة من البكتيريا التي قد تكون ضارة.
في حين وجد الفريق أن (IgA) آلا يرتبط ببروتين "المايلين"، إلا أنه يرتبط ببعض أنواع البكتيريا الضارة؛ مما يشير إلى أنه على عكس الخلايا المناعية الأخرى، والتي من المعروف أنها تسبب تلفًا في مرض التصلب العصبي المتعدد ، تلعب الخلايا المناعية المعبرة عن (IgA) دورًا وقائيًا، ربما تطارد هذه البكتيريا الضارة إلى الدماغ وتشكل دفاعًا ضدها هناك.
وقالت الدكتورة "آنى كاترى"، طبيبة باحثة سابقة في جامعة (كاليفونيا): تعمل حاليًا في جامعة بازل في سويسرا والمؤلفة الأولى في الورقة البحثية: "هذا يفتح مجالًا جديدًا تمامًا من البحث". "أعتقد أن لديها إمكانات هائلة للعلاجات ".