• اليوم العالمي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم
    اليوم العالمي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم

القاهرة في 10 فبراير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة اليونسكو غدا الثلاثاء اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم ، حيث يعد عاملا العلم والمساواة بين الجنسين من العوامل الأساسية في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة بحلول 2030 ، وهي الأهداف التي اعتمدها زعماء العالم في 2015. وعلى مدى الـ15 سنة الماضية ، عمل المجتمع الدولي متفانيا على إشراك المرأة والفتاة في مجال العلوم. ومع الأسف، لم تزل المرأة والفتاة تستبعدان من المشاركة الكاملة في ذلك المجال.
وفي الوقت الحاضر، تمثل النساء أقل من 30 % من الباحثين في جميع أنحاء العالم. ووفقا لبيانات يونسكو (2014 - 2016)، فإن زهاء 30 % وحسب من جميع الطالبات يخترن مجالات ذات صلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي. وعلى الصعيد العالمي، فإن نسبة التحاق الطالبات منخفضة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال (3 % )، والعلوم الطبيعية والريياضيات والإحصاء (5% ) والهندسة والتصنيع والتشييد (8 %).
وتتجنب النساء والفتيات المجالات ذات الصلة بالعلوم بسبب التحيزات والقولبة النمطية الجنسانية القائمة منذ أمد بعيد. وكما هو الحال على أرض الواقع، فإن ما يعرض على الشاشات يعكس تحيزات مماثلة حيث أظهرت دراسة عن التحيز الجنساني بلا حدود لعام 2015 التي أجراها معهد جينا ديفيس أن نسبة النساء في الشخصيات التي تظهر على الشاشة ولها وظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا هي 12 % وحسب.
كما ستعلن اليونسكو ومؤسسة لوريال، بمناسبة اليوم العالمي للفتاة والمرأة في ميدان العلوم، الموافق 11 فبراير، أسماء الفائزات بجائزة لوريال- اليونسكو للنساء في مجال العلوم في نسختها الحادية والعشرين. إذ يجري تقديم هذه الجائزة سنوياً لعدد من العالمات المتميزات من شتى بقاع العالم، وذلك تكريماً لبحوثهن المتميزة في ميادين علم المادة والرياضيات وعلم الحاسوب.
وسيجري تكريم العالمات الفائزات والاحتفاء بإنجازاتهن إبان حفل رسمي في مقر اليونسكو في باريس. وتبلغ قيمة الجائزة التي ستقدّم لكل واحدة من الفائزات 100 ألف يورو. وسيتخلل الحفل أيضاً الاحتفاء بإنجازات 15 عالمة شابة واعدة من جميع أنحاء العالم.
ولا شك في أن الرياضيات مجال مرموق وذائع الصيت ومصدر للعديد من الابتكارات الهامة في غيره من المجالات، ولكنه يندرج في عداد المجالات العلمية التي تشهد أقل نسب للتمثيل النسائي على أعلى مستوى. ومنذ إنشاء أرقى ثلاث جوائز دولية تعنى بمجال الرياضيات (جائزة فيلدز، ووولف، وأبل)، وجرى تكريم امرأة واحدة فقط من بين الفائزين البالغ عددهم 141 فائزاً حتى الآن.
ومن هذا المنطلق، قررت اليونسكو ومؤسسة لوريال تعزيز جهودهما لتمكين المرأة في ميدان العلوم، وتوسيع نطاق الجوائز الدولية المخصصة في الأساس لعلوم المادة، لتشمل من الآن وصاعداً مجالي الرياضيات وعلم الحاسوب.
ونال مجال الرياضيات جائزتين من الجوائز الخمس التي ستقدمها اليونسكو ومؤسسة لوريال للنساء العالمات هذا العام، وستقدم هاتين الجائزتين لكل من الدكتورة كلير فوازان، وهي إحدى الحائزات الخمس على ميدالية ذهبية من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، وأول عالمة رياضيات تلتحق بمؤسسة كوليج دو فرانس الأكاديمية، والدكتورة إنغريد دوبشي من جامعة ديوك في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي أول امرأة تترأس الاتحاد العالمي للرياضيات.
ولا يزال الحاجز الزجاجي أمراً واقعاً في ميادين البحث العلمي : إذ لا تزال النساء تمثل 28% من مجمل الباحثين، و11% فقط في المناصب الأكاديمية العليا، ولا يكاد عددهن يتجاوز 3% من مجموع الحائزين على جائزة نوبل في العلوم.
وما فتئت مؤسسة لوريال واليونسكو منذ عام 1998 تسعيان إلى زيادة تمثيل المرأة في الوظائف العلمية، انطلاقاً من الإيمان بأنه لا غنى للعالم عن العلوم، ولا غنى للعلوم عن النساء. وعمل برنامج اليونسكو- لوريال للنساء في مجال العلوم خلال سنواته العشرين الأولى على دعم 102 عالمة وتعزيز مكانتهن، إلى جانب ما يزيد على 3000 عالمة شابة موهوبة من 117 بلداً، في مرحلة الدكتوراه وما بعدها، وذلك من خلال توفير منح دراسية لإجراء البحوث.

أ ش أ