• اليوم العالمي للبقول
    اليوم العالمي للبقول

القاهرة في 9 فبراير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" غدا الأثنين اليوم العالمي للبقول 2020 تحت شعار " البروتينات النباتية من أجل مستقبل مستدام " ، حيث يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية البقول لتوفير البروتين لنسبة كبيرة من سكان العالم التي تلبي احتياجاتهم من البروتين مع المنتجات النباتية والدور الهام الذي تلعبه البقوليات لتحسين استدامة النظم الغذائية.
وتوضح منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ، أن استهلاك الناس للبقول مستمر منذ 10 آلاف سنة على الأقل، وهي من بين الأطعمة الأكثر استخداماً على نطاق واسع في العالم ، حيث توفر البروتين والألياف، وهي مصدر كبير للفيتامينات والمعادن، مثل الحديد والزنك والماغنيسيوم.
وتعد البقول ، وهي مجموعة فرعية من البقوليات من أنواع النباتات القرنية المعروفة باسم القطانيات التي تنتج البذور الصالحة للأكل، والمستخدمة للاستهلاك البشري والحيواني. ولا تدرج في صنف البقول إلا البقوليات التي تم حصادها لتصبح حبوباً جافة. ولا تعتبر أنواع البقوليات بقولاً عندما تستخدم بوصفها خضراوات مثل البازلاء الخضراء والفاصوليا الخضراء ، ولاستخراج الزيوت مثل فول الصويا والفول السوداني، ولأغراض الزراعة مثل البرسيم والبرسيم الحجازي ، وتشمل بعض أنواع البقول الأكثر استهلاكا البقوليات المجففة من قبيل الفاصوليا الحمراء والفاصوليا البحرية والفول والحمص والبازلاء المجففة أو المقسمة ، واللوبيا الشعاعية ، واللوبيا الظفرية ، والبازلاء السوداء، وعدة أصناف من العدس.
وهناك أيضا العديد من الأنواع الأقل شهرة من البقول مثل الترمس (على سبيل المثال، الترمس الطفري، والترمس الأبيض الحلو) والفاصوليا المط ، ويمكن تقدير أصناف البقول بالمئات، بما في ذلك العديد من الأصناف المحلية التي لا تصدر أو التي لا تزرع في جميع أنحاء العالم وإن كان العدد الدقيق غير معروف. فعلى سبيل المثال، أفاد المعهد الدولي للبحوث المتعلقة بمحاصيل المناطق المدارية شبه القاحلة ، بأنه قد تم إدراج في بلدان مختلفة 66 و77 نوعاً من أنواع المستنبتات من البسلة الهندية والحمص، على التوالي. البقول ، مثل معظم البقوليات ، قادرة على تثبيت النيتروجين الجوي في التربة، مما يساعد على تحسين استخدام الأسمدة ويعزز صحة التربة، وهذا يجعلها ذات أهمية خاصة في عصر يشكِّل فيه تغير المناخ مخاطر كبيرة على الأمن الغذائي وسبل العيش.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في 20 ديسمبر 2018 القرار رقم 73/ 251، بناء علي توصية من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " فاو" باعتبار يوم 10 فبراير يوما عالميا للبقول .

وينمو الاهتمام في البقوليات بسرعة في العالم ، حيث نتوقع نمو الاستهلاك في أسواق جديدة. بدأ تزايد عدد الناس الذين يأكلون البقوليات بدلاً من اللحوم ، ويميل الناس إلى تغيير مصادر البروتين بسبب مخاوف بيئية أو حب الحيوانات. وفي البلدان المتقدمة يتزايد عدد الأشخاص النباتيين أو المفضلين للنباتات. تؤكد الإحصائيات التي تشير إلى زيادة في إجمالي إنتاج البقوليات على مدى المواسم الأربعة الأخيرة هذا الاتجاه. وعلى الرغم من التدابير التقييدية للبلدان الرائدة المستوردة للبقول، فقد زاد إجمالي تجارة البقوليات عالميا بشكل مستمر خلال المواسم الأربعة الماضية. على مر السنين ، وظل المصدرين الرئيسيين على حالهم تقريباً : كندا ، أستراليا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا ، ميانمار وأوكرانيا. ومع ذلك ، فقد تغيرت البلدان المستوردة. ولكن تحتفظ الهند والصين وباكستان بمراكزها الثلاثة الأولى. بالإضافة إلى ذلك ، إلى حقيقة أن إجمالي حجم الواردات من هذه البلدان يتزايد باستمرار.
وتعتبر الهند هي أهم مستهلك ومستورد للبقوليات، وهي الثانية في العالم من حيث الإنتاج. وتستورد الهند من 30 دولة ، في مقدمتها ميانمار ، كندا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا ، أستراليا ، أوكرانيا وتنزانيا. وبالإضافة إلى أن الأسواق الجديدة ستلعب دورا رئيسيا ، فإن التوجه الحالي جدير بالذكر. وتدرك الحكومات والمنظمات الصحية في جميع أنحاء العالم القيمة الغذائية للبقوليات وتوصي بتناولها كجزء من نظام غذائي صحي. والمؤسسات الصحية التي تركز على مرض السكري وأمراض القلب والسرطان تشجع على استهلاك البقوليات لتقليل المخاطر من هذه الأمراض المزمنة.

وبحسب تقرير الاقتصاد العالمي للبقول الذي نشرته الفاو ، ارتفع حجم صادرات البقول سبعة أضعاف تقريباً منذ عام 1971، مما يشير إلى وجود فرص قوية للدخل التجاري والريفي في حال استطاع المزارعون الوصول إلى الأسواق. وتمثل جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مجتمعة حوالي نصف الإنتاج العالمي. وعلى الصعيد العالمي، يستهلك الفرد الواحد يومياً حوالي 21 جراماً من البقول، مع معدلات أعلى في أمريكا اللاتينية وجنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مقابل معدلات أقل في بقية آسيا وأوروبا وأوقيانوسيا.
وتؤكد الإحصائيات التي تشير إلى زيادة في إجمالي إنتاج البقوليات على مدى المواسم الأربعة الأخيرة هذا الاتجاه. الفاصولياء الجافة هي الأكبر حجما من بين البقوليات وثاني أكبر منتج من ناحية القيمة. وزاد إنتاج الحمص الذي يلي الفاصولياء المجففة بنسبة 10% في المواسم الأربعة الأخيرة. وانخفضت كمية الفاصولياء المجففة من 45 إلى 39 % بين البقوليات. ولم تتغير معدلات إنتاج البازلاء والعدس الأخضر كثيراً وكانت حوالي 24 % و 11% علي التوالي . وفي موسم 2015- 2016 ، بلغ إجمالي إنتاج البقوليات في العالم 50 مليون طن وتجاوز 54 مليون طن في العام التالي. وبلغ الإنتاج 57.5 مليون طن عام 2017 ، وقد تجاوز 54 مليون طن هذا الموسم 2018. ويعزى الانخفاض الجزئي في الإنتاج إلى انخفاض الأسعار عالميا ومن التدابير المتخذة لدعم المنتج المحلي في البلدان المستوردة. فعلى سبيل المثال، فرضت الحكومة الهندية في الموسم الماضي رسوما بنسبة 50 % على واردات البازلاء ، و 60 % على الحمص و 30 % على العدس الأخضر.

أ ش أ