• اليوم الدولي لعدم التسامح
    اليوم الدولي لعدم التسامح "مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث

القاهرة في 5 فبراير / أش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

العالم يحيي غدا الخميس اليوم الدولي لعدم التسامح "مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث 2020 تحت شعار " إطلاق العنان لقوة الشباب" ، حيث سيتطلب إنهاء ممارسة تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث خلال عقد واحد دعماً من كل بقاع المعمورة. ومع النمو السكاني الكبير، وبخاصة بين الشباب، يصبح الاستثمار في الشباب أمرًا لا غنى عنه. وهذا هو السبب في أن هذا اليوم الدولي سيركز على حشد الشباب حول القضاء على الممارسات الضارة، بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث تحت شعار: "إطلاق العنان لقوة الشباب : عقد من الإجراءات المتسارعة من أجل القضاء على تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث."

وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت القرار 146/67 في ديسمبر 2012، والذي دعت فيه الدول ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة إلى الاستمرار في الاحتفال بيوم 6 فبراير بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، واستغلال هذا اليوم في حملات لرفع الوعي بهذه الممارسة واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. وفي ديسمبر2014، اعتمدت الجمعية العامة قرارها 150/69 ، الذي دعا إلى تكثيف الجهود المبذولة للقضاء على ممارسة تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، ودعا الدول الأعضاء إلى تطوير خطط متكاملة وشاملة وتنفيذها ودعمها للوقاية من هذه الممارسة، على أن تشتمل تلك الاستراتيجيات على تدريب العاملين في المجال الصحي والمتخصصين الاجتماعيين والقيادات الاجتماعية والدينية بما يضمن توفير خدمات رعاية كفوءة للمرأة والفتاة المعرضات لخطر هذه الممارسة. وأعترف القرار بالحاجة إلى تكثيف الجهود وإيلاء ما يستحق من مكانة وأهمية في جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015.
إن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لامرأة أو لفتاة إجراء يهدف لتغيير أو إيذاء أعضاءها التناسلية لأسباب غير طبية. وغالباً ما يتضمن الإزالة الجزئية أو الكلية لأعضائها التناسلية الخارجية. وفي بعض المجتمعات كثيراً ما تتم الإشارة إلى تلك الممارسة تحت مسمى "ختان الإناث". إلا أنه تم انتقاد ذلك المصطلح لقابليته أن يساعد في تطبيع تلك الممارسة عندما يعتبر موازياً لختان الذكور دون النظر إلى ضرره الجسيم النفسي والجسدي.
وفي كثير من البلاد التي يتم فيها تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية تكون هذه الممارسة متأصلةً في عادات المجتمع ومتجذرة في انعدام المساواة بين الجنسين. وتختلف الأسباب الكامنة وراء ذلك، ففي بعض الحالات ينظر إليها كطقوس للعبور إلى الأنوثة بينما يعتبرها آخرون وسيلة لكبت الغريزة الجنسية للمرأة. وهناك مجتمعات كثيرة تمارس تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية اعتقاداً بأنه سيضمن التنشئة السليمة للفتاة، والزواج في المستقبل، وشرف العائلة. بينما يربطه البعض بمعتقدات دينية، إلا أنه لم يثبت وجوبه في أي نص ديني.

ولا توجد أي فوائد صحية لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وغالباً ما يؤدي إلى مضاعفات طبية بعيدة المدى تشمل ألماً حاداً، نزيفاً مطولاً، العدوى، العقم ، بل وحتى الموت. وقد يؤدي أيضاً إلى زيادة خطر انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة / الإيدز. وقد يحدث للنساء اللواتي خضعن لتشويه أعضائهن التناسلية مضاعفات خلال الولادة تشمل النزف التالي للوضع، الإملاص (ولادة جنين ميت)، ووفاة المواليد المبكرة. وإضافة لمخاطره هذه كلها، يمثل تشويه / بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية انتهاكاً لحقوق النساء والفتيات الإنسانية الأساسية.
وتشير احصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " ، بينما لا يزال العدد الدقيق للبنات والنساء اللواتي خضعن لتشويه / بتر أعضاءهن التناسلية حول العالم مجهولاً، خضعت على الأقل 200 مليون فتاة وامرأة بين عمري ( 15– 49 ) من 30 بلداً لتلك الممارسة. ومع استمرار هذه الممارسة أكثر من ألف سنة، إلا الأدلة البرنامجية تشير إلى امكانية القضاء عليها في فترة جيل واحد. وهذا هو السبب في سعي الأمم المتحدة جاهدة للقضاء عليها بالكامل بحلول عام 2030، بما يتساوق والهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة.
ومنذ عام 2008، لم يزل صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالاشتراك مع اليونيسف، يقود أكبر برنامج عالمي للإسراع في القضاء على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. ويركز البرنامج حالياً على 17 دولة في إفريقيا والشرق الأوسط ويدعم كذلك المبادرات الإقليمية والعالمية. فعلى مر السنين ، شهدت هذه الشراكة إنجازات كبيرة. فعلى سبيل المثال، استفاد أكثر من 3 مليون فتاة وامرأة — يدعمهما البرنامج المشترك — من خدمات الحماية والرعاية المتعلقة بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وأنشأ 13 بلداً أطر عمل قانونية لحظر تلك الممارسةالضارة فضلا عن إنشاءبرامج لتمويل بنود الميزانية الوطنية لمعالجتها.
وهناك 68 مليون فتاة من المعرضات لممارسة ختان الإناث بين عام 2015 و 2030. وتجرى هذه الممارسة في أغلب الأحيان، على فتيات تتراوح أعمارهن بين سن الرضاعة و15 سنة. ويعيش أغلب ضحايا الممارسة، ممن هن بين سني 15 و 49 في الصومال وغينيا وجيبوتي ومصر.

أ ش أ