• "اليوم الدولي للتعليم"

القاهرة في 19 يناير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة اليونسكو يوم 24 يناير من كل عام اليوم الدولي للتعليم ، ويركز موضوع احتفال هذا العام 2020 علي "التعلم من أجل الناس والكوكب والرخاء والسلام " ، حيث يهدف إلى وضع التعليم والتعلم الذي يمكنه كأكبر مورد متجدد للبشرية وإعادة تأكيد دور التعليم كحق أساسي وصالح عام. كما سيحتفل بالعديد من الطرق التي يمكن للتعلم من خلالها تمكين الناس والحفاظ على الكوكب وبناء الرخاء المشترك وتعزيز السلام. إن التعليم هو حق من حقوق الإنسان، وصالح عام ومسؤولية عامة ، وبدون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لن تنجح البلدان في تحقيق المساواة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركب.
واليوم، ما زال 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء 4 ملايين نسمة. ومن ثم فإن حق هؤلاء في التعليم يتم انتهاكه، وهو أمر غير مقبول.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في 3 ديسمبر 2018 القرار 25/ 73 ، والذي شاركت في إعداده نيجيريا و58 دولة أخرى ، باعتبار يوم 24 يناير يوماً دولياً للتعليم في إطار الاحتفال بالتعليم من أجل السلام والتنمية. وبذلك، أعاد المجتمع الدولي التأكيد على أن التعليم يضطلع بدور أساسياً في بناء مجتمعات مستدامة ومرنة، فضلا عن أنه يساهم في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة الأخرى.

وكشف التقرير العالمي الرابع بشأن تعلم الكبار وتعليمهم والصادر عن اليونسكو، حيث تبلغ نسبة البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً والذين يشاركون في برامج خاصة بالتعليم والتعلم، أقل بقليل من 5% في ثلث بلدان العالم تقريباً. إذ لا يحظى الكبار ذوو الإعاقة وكبار السن واللاجئون والمهاجرون والأقليات والشرائح الاجتماعية المحرومة بالتمثيل الكافي في برامج تعليم الكبار، وبذلك يحرمون من الانتفاع بفرص تعلم الكبار الأساسية بالنسبة إليهم.
ويرصد التقرير الذي أصدره معهد اليونسكو للتعلم مدي الحياة ، مدى تنفيذ الدول الأعضاء في اليونسكو التزاماتها الدولية المتعلقة بتعلم الكبار وتعليمهم، وتظهر فيه البيانات التي قدمها 159 بلداً. ويدعو التقرير إلى إحداث تغيير كبير في نهج تعلم الكبار وتعليمهم بالاستناد إلى استثمار كاف يضمن فرصة للجميع للاستفادة من برامج تعلم الكبار وتعليمهم، كما يضمن تحقيق المساهمة الكاملة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وقالت " أودرى أزولاى" المديرة العامة لليونسكو في موافقة منها على توصيات التقرير، إلي أننا نحث الحكومات والمجتمع الدولي على أن يضموا جهودهم إلينا وأن يتخذوا إجراءات لضمان عدم ترك أحد خلف الركب فيما يخص الحق الشامل في التعليم، بغض النظر عن شخصه أو مكان إقامته أو الصعوبات التي يواجهها. وأضافت أزولاي ، أنه يمكننا جعل تعلّم الكبار والتعليم أداة رئيسية في تمكين وتأهيل البالغين، بما في ذلك المتعلمين والعمال والآباء والأمهات والمواطنين الفاعلين، من خلال ضمان احترام البلدان المانحة لالتزاماتها تجاه البلدان النامية.
ويشدد التقرير على الحاجة إلى زيادة الاستثمارات الوطنية في مجال تعلم الكبار وتعليمهم ، وتخفيض رسوم التسجيل فيه ، والتوعية بفوائده وتحسين عملية جمع البيانات ورصدها ولا سيما بالنسبة إلى الفئات المحرومة.
وعلى الرغم من قلة عدد المشاركين في البرامج التعليمية عموماً، فإن أكثر من نصف البلدان المجيبة (57% من أصل 152 بلداً قدمت معلومات عن هذا الموضوع) سجلت زيادة في نسبة المشاركة العامة في برامج تعلم الكبار وتعليمهم بين عامي 2015 و2018. وسجلت البلدان المنخفضة الدخل أعلى نسبة زيادة في المشاركة في برامج تعلم الكبار وتعليمهم (73%)، تليها البلدان المتوسطة الدخل من الشريحتين الدنيا والعليا (61% و62%).
وسجلت أعلى نسبة زيادة في المشاركة ببرامج تعلم الكبار وتعليمهم في أفريقيا جنوب الصحراء (72% من المجيبين)، تليها بلدان المنطقة العربية (67%)، ثم أمريكا اللاتينية والكاريبي (60%) وآسيا والمحيط الهادي (49%). وسجلت أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية أقل نسبة في زيادة المشاركة (38%) على الرغم من أنها بدأت بمستويات أعلى.
وتظهر البيانات استمرار أوجه التفاوت العميقة في المشاركة في برامج تعلم الكبار وتعليمهم ، كما تبين عدم الوصول إلى الفئات الرئيسية المستهدفة مثل الكبار ذوي الإعاقة وكبار السن والأقليات والكبار الذين يعيشون في بلدان متأثرة بالنزاعات.
بينما يبين التقرير العالمي أن نسبة مشاركة النساء في برامج تعلم الكبار وتعليمهم، حققت زيادة في 59 % من البلدان المشاركة في التقرير منذ عام 2015 . ففي بعض أنحاء العالم، لا تحظى النساء والفتيات حتى الآن بقدرٍ كافٍ من التعليم، ولا سيما التدريب التقني، فتكتسبن بذلك مهارات قليلة وفرصاً ضئيلة لإيجاد عمل والإسهام في مجتمعاتهن، مما يتسبب في خسارة اقتصادية لبلدانهن.

أ ش أ