• الوكالة الدولية للطاقة المتجددة
    الوكالة الدولية للطاقة المتجددة " آيرينا

القاهرة في 8 يناير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي يوم السبت المقبل اجتماعات الجمعية العمومية العاشرة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة " آيرينا" ، وذلك ضمن فاعليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، والذي يعقد تحت رعاية الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلح ٠
ويتناول الإجتماع بالمناقشة مستوى التقدم الذي شهده قطاع الطاقة المتجددة خلال السنوات العشر الماضية ، كما سيناقش لأول مرة خريطة طريق للطاقة المتجددة في العالم حتى 2050 معتمدة على التقرير المهم، الذي تم إعداده بعنوان «تحول نظام الطاقة»، ويتناول ما تم تحقيقه في قطاع الطاقة المتجددة خلال السنوات العشر الماضية، إضافة إلى النظرة المستقبلية لما هو مطلوب خلال العقد المقبل، والتوجهات والتحديات والفرص المستقبلية حول التحول العالمي للطاقة، كما يقدم مخطط الوكالة لتسريع وتيرة التقدم. كما ستعقد اجتماعات وزارية رفيعة المستوى على شكل نقاشات مدارة يشارك فيها عدد من صناع السياسات وقادة الأعمال ، وتركز هذه الاجتماعات على مواضيع مهمة لتطوير قطاع الطاقة المتجددة وصولاً لتحقيق التنمية المستدامة وأهداف المناخ العالمية؛ ويركز أحد هذه الاجتماعات على الهيدروجين النظيف ودوره المحتمل في إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب نزع الكربون منها؛ بينما يتناول اجتماع آخر الاحتياجات الاستثمارية اللازمة للحد من آثار التغير المناخي وحشد رأس المال اللازم لتسريع وتيرة التقدم في هذا المجال .
ومن المتوقع حضور العشرات من وزراء الطاقة المتجددة والكهرباء والمياه وممثلين رفيعي المستوى من 160 دولة من الدول الأعضاء في الوكالة، بالإضافة إلى ممثلي شركات القطاع الخاص، والمؤسسات الدولية والإقليمية، والمنظمات غير الحكومية ، وتم تأكيد حضور ما يزيد على 1500 مشارك عالمي في الاجتماعات.

وقد أطلقت بعثة دولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) ، حملة #بادر_بخطوة_مؤثرة# ، وهي بمثابة منصة متعددة القنوات تدعو مندوبي الدول في الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة والجمهور العام إلى المساهمة في تسريع عملية التحول نحو عالم تدعمه مصادر الطاقة المتجددة. وتم إطلاق الحملة تزامنا مع استعداد أبوظبي لاستضافة الدورة العاشرة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020. وستوفر الحملة الرقمية للجمهور العام ولممثلي الوكالة الدولية للطاقة المتجددة منصة ووسما لمشاركة إنجازات بلدانهم وتطلعاتهم للوصول إلى مستقبل مستدام تدعمه مصادر الطاقة المتجددة.
وتهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 إلى تحقيق توازن بين إنتاج الطاقة واستهلاكها فضلا عن زيادة حصة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الكلي لتبلغ 50 % بحلول عام 2050. وقالت سعادة الدكتورة نوال خليفة الحوسني المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ( آيرينا) ، إنه بفضل الرؤى المستقبلية لقيادتنا الرشيدة أصبحت الإمارات مثالا لمختلف الدول المسؤولة الراغبة في دفع عجلة تحولها نحو تقنيات الطاقة المتجددة ويسرنا أن نرى ازدياد الاعتماد على الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم إلا أن الطريق نحو تحقيق الأهداف المنشودة مازال طويلا ويتعين علينا بذل الكثير من الجهود وصولا إلى مستقبل أكثر استدامة. وأضافت الحوسني ، أن حملتنا تؤكد على أهمية العمل الجماعي كمجتمع عالمي من أجل تسريع عملية التحول إلى مزيج نظيف من الطاقة وتمثل مصادر الطاقة المتجددة اليوم نحو 10 % فقط من مزيج الطاقة في العالم لذا فقد حان الوقت لتحسين هذه الأرقام بسرعة بما فيه مصلحة الأجيال المقبلة.

وقد أكد " فرانشيسكو لا كاميرا" المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن دولة الإمارات عامة، وإمارة أبوظبي خاصة تعد أحد أبرز اللاعبين الأساسيين في قطاع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، ولها دورها الجوهري والمحوري في نشر حلول الطاقة المتجددة حول العالم منذ عام 2008. وأشاد فرانشيسكو لا كاميرا بالدور الكبير لصندوق أبوظبي للتنمية في دعم ونشر الطاقة المتجددة في العالم عبر مبادراته التمويلية لتنفيذ العديد من المشاريع بالدول النامية حول العالم، مؤكداً أن الاجتماع المقبل لـ«آيرينا» سيشهد الإعلان عن مبالغ تمويل قياسية لمشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية نتيجة الشراكة بين الوكالة والصندوق.
وأكد الأهمية الكبيرة التي توليها الوكالة لاجتماع جمعيتها العمومية العاشرة، مشيراً إلى أن الاجتماعات تتميز بطاولة وزارية مستديرة، تناقش واقع وتحديات الطاقة المتجددة في العالم، كما ستعقد ثلاثة اجتماعات وزارية رفيعة المستوى على شكل نقاشات مدارة، يشارك فيها عدد من صناع السياسات وقادة الأعمال، وتركز هذه الاجتماعات على مواضيع مهمة لتطوير قطاع الطاقة المتجددة وصولاً لتحقيق التنمية المستدامة وأهداف المناخ العالمية؛ كما تناقش اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة برنامج العمل وميزانية 2020 – 2021 ، وسيبحث المشاركون خطط الوكالة المستقبلية وتوجها الميداني الجديد، والذي يستهدف اضطلاع الوكالة بدور يتخطى تأسيس الإطار المعرفي، وزيادة جهودها الميدانية من خلال منصات إقليمية ودون إقليمية مصممة لزيادة نطاق مشاريع واستثمارات الطاقة المتجددة في العالم.
وقد أشار لا كاميرا، حول واقع الاستثمارات في حلول الطاقة منخفضة الكربون، مؤكداً أنها توقفت خلال السنوات الثلاث الماضية، وأشار إلى أن الخطط الحكومية على مستوى العالم تدعو إلى استثمار ما لا يقل عن 15 تريليون دولار إضافية في أنظمة الطاقة خلال العقود الثلاثة المقبلة، لكن تلك الخطط والاستثمارات المرتبطة بها لا يتم توجيهها دائماً نحو أنظمة مقاومة لتغييرات المناخ، ولذلك يجب إعادة توجيه تلك الاستثمارات، منوهاً بأن إجمالي ما أنفقه العالم على التحول للطاقة المتجددة بلغ 95 تريليون دولار، بينما يحتاج إلى أن يصل إلى 110 تريليونات دولار بزيادة 15 تريليون دولار لتحقيق هدفه المنشود بحلول 2050.
وحول أكبر مناطق لاستثمارات الطاقة المتجددة في العالم ، أكد "فرانشيسكو لا كاميرا" أن منطقة شرق آسيا تستأثر بأعلى نسبة استثمارات سنوية في تحول قطاع الطاقة حتى عام 2050 حيث تستثمر 763 مليار دولار تليها أمريكا الشمالية بنحو 487 مليار دولار، بينما تشهد إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأوقيانوسيا أدنى المستويات بنحو 105 مليارات دولار و34 مليار دولار سنوياً على التوالي. ولفت إلى أنه من المتوقع أن تزيد الوظائف في قطاع الطاقة بنسبة 14% مع التحول في نظام الطاقة، وأن الوظائف الجديدة ستفوق تلك المفقودة حتى مع تراجع عدد الوظائف المرتبطة بالوقود الأحفوري، كما ستزداد وظائف الطاقة المتجددة بنسبة 64% في جميع التقنيات بحلول عام 2050.
وأضاف لا كاميرا ، بخصوص السيارات الكهربية ، فقد ذكر أن تحول نظام الطاقة الجديد يشمل أكثر من مليار سيارة كهربية في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050، مشيراً إلى أن إجمالي الاستثمارات في البنية التحية للشحن وكهربة منظومات السكك الحديدية ستصل إلى 298 مليار دولار سنوياً، كما يلزم مضاعفة الاستثمارات في التدفئة المتجددة والوقود والاستخدامات المباشرة، والتي بلغ مجموعها نحو 25 مليار دولار في العام الماضي بمقدار ثلاث مرات لتصل إلى 73 مليار دولار في السنة على الأقل خلال السنوات الثلاث المقبلة، كما ينبغي إضافة ما يقارب واحد تيرا واط من الهيدروجين المنتج من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2050 بمتوسط تكلفة استثمار تصل إلى 16 مليار دولار سنوياً على مستوى العالم.

وكشف تقرير "الاتجاهات العالمية في الاستثمار في الطاقة المتجددة لعام 2019"، والصادر
عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، إلي تواصل الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة خلال هذا العقد 2010- 2019 طريقها للوصول إلى 2.6 تريليون دولار، مع إنشاء مزيد ومزيد من الجيجا واط من الطاقة الشمسية أكثر من أي تقنية توليد أخرى، وهو ما يزيد على ثلاثة أمثال الاستثمارات في السنوات العشر السابقة.
وفقا للتقرير، من المتوقع أن يضاعف هذا الاستثمار قدرة الطاقة المتجددة أربعة أضعاف تقريبا "باستثناء الطاقة المتولدة من المساقط المائية الكبيرة"، ومعظم الزيادة ستكون بقيادة الطاقة الشمسية. وسيضاعف الاستثمار الطاقة المتجددة من مجرد 414 جيجا واط في نهاية 2009 إلى 1650 جيجا واط عند إغلاق العقد في نهاية هذا العام. وأن جميع الإشارات والأرقام إلى الطاقة المتجددة في هذا التقرير تستبعد السدود الكهرومائية الكبيرة التي تزيد على 50 ميجا واط.

أ ش أ