• " القمة العالمية لطاقة المستقبل "

القاهرة في 7 يناير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تشهد القمة العالمية لطاقة المستقبل 2020 التي تستضيفها العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال الفترة من 13 إلى 16 يناير الجاري ، فى إطار أسبوع أبو ظبى للإستدامة ، إقامة معرض دولى شامل ، يعكس ما ستناقشه القمة على مدى أربعة أيام حول مجموعة من التحديات الماثلة أمام قطاعات الطاقة والاستدامة في دول المنطقة وأنحاء العالم، و تأثير التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين على التحول في الطاقة، ومشروعات الطاقة الشمسية، والإدارة المستدامة للنفايات، وأهمية الاقتصادات الدائرية، فضلا عن المدن الذكية والنقل النظيف.
وسوف تغطي القمة العالمية موضوع طاقة المستقبل فى جميع الدول الكبرى المصدرة لتقنيات الطاقة المتجددة والمياه والنفايات والمدن الذكية، في ضوء حضور واسع للعارضين يمتد من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا وشبه القارة الهندية، وصولا إلى أمريكا الشمالية وبمشاركة أبرز الشركات العالمية العاملة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والموردين لتلك المشاريع، مبدية اهتماما كبيرا بسوق الشرق الأوسط. كما تشهد دورة 2020 من القمة ، مشاركة 8 دول بأجنحة وطنية هي : هولندا وألمانيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية وسويسرا والهند وفرنسا.
وسيتمتع العارضون العالميون بإمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من العملاء المحتملين خلال مشاركتهم في معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل، الذي يتوقع أن يحضره نحو 33.5 ألف شخص من 170 دولة. كما تستضيف القمة العالمية لطاقة المستقبل أكثر من 200 من المشترين الخبراء والجادين العاملين على مشاريع إقليمية، ممن يبحثون عن أحدث التقنيات والابتكارات لمشاريعهم الحالية.
وتسهم النجاحات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في تعزيز جاذبية القمة العالمية لطاقة المستقبل بصفتها حدثا يزيده نطاق الحضور العالمي الواسع ثقلا حقيقيا في السوق. وتتيح أبوظبي منصة تستوعب فرصا واسعة التنوع، من الدول ذات الدخل المرتفع إلى الأسواق الناشئة، دعما للنمو الاقتصادي المستدام على نطاق عالمي، وذلك نظرا لكونها تعرض مجموعة واسعة من الحلول التي يمكن تعديلها لتتناسب مع الاحتياجات المحلية للأسواق. ولا تزال دولة الإمارات ممسكة بزمام الريادة في منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بالسعة الإجمالية للطاقة المنتجة من مصادر متجددة في حين تعقبها دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بخطوات متسارعة.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى إنتاج 3.45 جيجاوات من الطاقة من مصادر متجددة في العام المقبل، لترتفع إلى 9.5 جيجاوات بحلول عام 2023، أي نحو 10% من إجمالي الطاقة الإنتاجية، مع تحقيق خفض في الاستهلاك. وتتطلع بعض الدول إلى الاستفادة من طاقة الرياح، إذ تتمتع دولة الكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية بإمكانيات هائلة في هذا المصدر، عدا عن مشاريع الطاقة الشمسية.
وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أن يصل إجمالي إنتاج الطاقة من المشاريع العاملة والقائمة على مصادر متجددة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى نحو 80 جيجاوات بحلول عام 2030، وذلك استنادا إلى الأهداف الوطنية المعلنة لكل دولة.
من جانب آخر، تنظر السوق الهندية إلى القمة العالمية لطاقة المستقبل باعتبارها معرضا دوليا لأهداف الطاقة المتجددة الطموحة في الهند، والتي تبلغ 450 جيجاوات في العام 2030. وتشير مصادر حكومية إلى أن مشاريع الطاقة النظيفة التي شيدت في أرجاء البلاد تتمتع بقدرة إنتاجية تبلغ 83 جيجاوات، في حين تعتقد السلطات المعنية أن بوسعها مضاعفة الناتج الحالي ليصل إلى 175 جيجاوات بحلول العام 2022.
وتحتل سويسرا المرتبة الأولى عالميا في "مؤشر الابتكار العالمي" الذي تنشره الإنسياد والمنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" وهي تصنف الثانية عالميا في تقرير "تعزيز التحول الفعال في قطاع الطاقة" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. ومن المقرر أن تعرض سويسرا في جناحها بالمعرض، أبرز الشركات السويسرية في مجال الطاقة المتجددة، وسيكون بوسع زوار الجناح التعرف على حلول إنارة المدن من شركة "إيساف"، وتوربينات الرياح ذات الفعالية العالية والمحور الرأسي من شركة "أجايل ويند باور"، وحلول تخزين الطاقة الكهرومائية من شركة "مان إنرجي"، وأنظمة تخزين الطاقة متوسطة وطويلة الأجل من "إنرجي فولت". وقالت "بيترا فيرير" المسؤولة عن الجناح السويسري في شركة تي- لينك، الجهة المنظمة للجناح السويسري في المعرض، إن شركات الاستدامة السويسرية تتمتع بسمعة وصفها بالقوية في الابتكار عالي الجودة بهذا المجال، لدعم أسواق الطاقة المتجددة العالمية، مشيرا إلى أن هذا البلد الأوروبي ينتج ثلثي احتياجاته من الطاقة من مصادر متجددة. وأضافت فيرير، إلي أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تمكن الشركات السويسرية من الحصول على فرص تجارية واعدة، والتواصل مع الشركاء والموزعين، وتقديم الابتكارات السويسرية إلى جمهور عالمي.
ومن ناحية أخرى، تنتج شركة "لونغي سولار" الصينية، أحد العارضين البارزين في القمة رقاقات الطاقة الشمسية ووحداتها عالية الكفاءة لمشاريع في جميع أنحاء العالم بقدرات إجمالية تبلغ 30 جيجاوات سنويا، أي ما يعادل ربع الطلب العالمي. وقد أشار "يينج وانج" مدير التسويق العالمي لدى الشركة ، إلي أن الطلب المتزايد بسرعة في دول مجلس التعاون الخليجي على الطاقة الشمسية يتيح فرصا قوية لشركات الطاقة الشمسية لدعم التنمية المستدامة في المنطقة من خلال الابتكار. وأضاف وانج ، إلي أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تمثل لنا حدثا مهما نسعى من خلاله للالتقاء بالجهات الحكومية والخبراء والعملاء، من أجل فهم احتياجاتهم وتطوير أعمالنا التجارية لإيجاد مزيد من القيمة في هذه السوق سريعة النمو.
وأكد "جرانت توختن" مدير فعاليات المجموعة في القمة العالمية لطاقة المستقبل، وجود تزايد ملحوظ في الاهتمام العالمي سواء بالقمة أو بجهود المنطقة في تعزيز الاستدامة، مشيرا إلى أن سوق الطاقة المتجددة نمت نموا كبيرا منذ دورتها الأولى التي انعقدت في العام 2008. وأضاف توختن ، إلي أن القمة العالمية لطاقة المستقبل غدت اليوم محركا رئيسا دافعا للنمو الاقتصادي، لا سيما وأن أبوظبي تشكل ملتقى حيويا لبعض أهم الأسواق في مجال الطاقة المتجددة، في ضوء الفرص التجارية الواسعة المطروحة على طاولة الحدث، والتي تقدر بمليارات الدولارات، وقد كنا أعلنا في الدورة الماضية عن إبرام صفقات لمشاريع بقيمة 10.5 مليار دولار مباشرة على أرض الحدث.
وتشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) إلى أن الطاقة المتجددة تمثل الآن 63 % من إجمالي الطاقة الجديدة التي تضاف إلى الإمدادات العالمية من الكهرباء. ونمت سِعات الطاقة المتجددة التي يجري تركيبها في جميع أنحاء العالم بنسبة 7.9 % في العام 2018، لتزداد الإمدادات الإضافية بحوالي 171 جيجاواط ويصل مجموعها إلى 2,351 جيجاواط.
ونمت إمدادات الكهرباء من الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط بنسبة 7.1 % ، أي ما يعادل 1.3 جيجاواط إضافية ، في ضوء ما تنطوي عليه المنطقة من قدرات كامنة في مجال الطاقة الشمسية، لتصل إلى ما مجموعه نحو 20 جيجاواط من السعات التي جرى تركيبها، في حين تخطط دول مجلس التعاون الخليجي لتوليد سعات إضافية قدرها 7 جيجاواط من المصادر المتجددة في وقت مبكر من العقد المقبل. وتضاعفت سعات الطاقة المتجددة التي جرى تركيبها في دول مجلس التعاون الخليجي أربع مرات فقط في الفترة من 2014 إلى 2017، وتضع المنطقة الطاقة المتجددة، والاستدامة عموماً، في قلب استراتيجياتها الاقتصادية.
وقد أشار توختن مدير فعاليات المجموعة في القمة العالمية لطاقة المستقبل ، إلي أنه لم ينتشر مصدر من مصادر الطاقة في منظومة الطاقة العالمية ، طوال تاريخها بالسرعة التي تنتشر فيها مصادر الطاقة المتجددة ، الذي وصف الطاقة المتجددة بـ "عامل التغيير الحاسم" في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أنها أصبحت الآن أكبر مصدر لنمو الطاقة، حيث تمثل حوالي ثلثي الزيادة الحاصلة في توليد الطاقة على مستوى العالم، نظراً للإقبال السريع عليها بدافع من الانخفاض المستمر في التكاليف، وأضاف توختن ، إلي أن معظم إمكانيات النمو المستقبلية تكمن في الأسواق النامية، إذ تستحوذ الصين والهند ودول آسيوية أخرى على ما يقرب من نصف النمو الحاصل في توليد الطاقة المتجددة في العالم .
وتعد الروابط القوية التي تجمع القمة العالمية لطاقة المستقبل بمختلف الأسواق في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا مثار اهتمام للشركات العالمية، في حين يمثل نجاحها في استقطاب كبار الموردين عامل جذب رئيسا للمشترين من الأسواق الناشئة ، حيث يتزايد وضع مصادر الطاقة المتجددة في قلب خطط النمو الاقتصادي المستدام.
أ ش أ