القاهرة في 30 يونيو/أ ش أ/ كتبت: ماهيتاب عبد الرؤوف
أجمع خبراء استراتيجيون على أن "ثورة يونيو" صخرة تحطمت عليها كل المؤامرات التي كانت تحاك لمصر وشعبها الذي خرج بالملايين من كل حدب وصوب بصوت واحد وهدف واحد، وهو إنقاذ وطنه من مخططات الفوضى والتأكيد على أنه شعب لا يمكن خداعه والدولة المصرية العظيمة ملك لشعبها ولا يمكن اختطافها ولن يقرر مصيرها ومستقبلها سوى أبنائها المخلصين.
وأكد الخبراء، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الإثنين/، بمناسبة الذكرى الـ 12 لثورة 30 يونيو المجيدة، أنه بمرور السنوات يترسخ يقين بأن "ثورة يونيو" أنقذت البلاد من مصير لم تنج منه عدة دول أخرى.
وفي هذا الإطار، قال الخبير الاستراتيجي اللواء حمدي بخيت، إن ثورة 30 يونيو أحبطت مخططات الاقتتال والتقسيم وإشاعة الفوضى وتفتيت الشعب، وجاءت بقيادة وطنية عبرت بالوطن من فترة عصيبة إلى بر الأمان.
وأضاف أن تلك الفترة شهدت على قدرة الأمة الواعية التي فهمت وأدركت ما يحدث وما يحاك لوطنها فتوحدت تحت فكرة واحدة وهي "حماية الأمن القومي المصري".
وذكر بأن مصر دفعت الثمن غالياً من أرواح أبنائها الأبطال من القوات المسلحة والشرطة، الذين استشهدوا في الحرب على الإرهاب حتى وصلنا اليوم إلى الدولة القوية المستقرة، وذلك رغم الظروف المعقدة التي تعيشها المنطقة.
وأبرز اللواء حمدي بخيت، بعد مرور 12 عامًا على الثورة، المكانة الكبيرة المرموقة التي وصلت إليها مصر بالتخطيط الاستراتيجي الواعي، وتأثيرها المهم سواء في محيطها بمنطقة البحر المتوسط أو إفريقيا أو العالم العربي و العالم الإسلامي وكذلك في دائرة دول عدم الانحياز، أي بجميع الدوائر التي تعمل فيها مصر، علاوة على نجاح السياسة الخارجية المصرية في أن تضع نفسها على الخريطة العالمية لتسير بخطوات ثابتة في الاتجاه الصحيح الذي تريده.
من جهته، وصف الخبير الاستراتيجي اللواء طيار الدكتور هشام الحلبي مشهد "ثورة يونيو" بالمهيب، إذ خرج شعب مصر بالملايين في جميع المحافظات بعد أن شعر بالخطر على وطنه بدخول فصيل إلى الحكم يعمل على اختطاف البلاد في طريق بعيد عن أهداف "25 يناير" التي طالبت بالعدالة الاجتماعية.
ونوه بأن الدولة المصرية مستعينة بقواتها المسلحة نجحت بشكل منقطع النظير من الخروج من حالة الثورة إلى حالة الدولة القوية المتماسكة في وقت قياسي؛ حيث قامت بتعديل الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بصورة قانونية وبشكل محترف، بجانب تأمين البلاد ومقدرات الشعب ومحاربة الإرهاب وانطلقت في مسيرة تنمية مستدامة، واستعادت دورها الإقليمي وريادتها في منطقتها.
ونبه الخبير الأمني إلى ضرورة وأهمية توعية الأجيال الناشئة بما شهدته مصر خلال تلك الفترة الصعبة خاصة في ظل الظروف والأوضاع المعقدة التي تعيشها اليوم منطقة الشرق الأوسط، وتعريف هذا الجيل كيف التف الشعب حول قواته المسلحة وخرج من نفق مظلم إلى النور في الوقت الذي لم تستطع دول أخرى عاشت نفس المخططات من تخطي التأثيرات السلبية بالغة الخطورة التي صاحبت الثورات.
وشدد اللواء هشام الحلبي على أن مصر - بشعبها العظيم الذي اصطف خلف قيادته الحكيمة الوطنية في أصعب الأوقات - نجحت في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار وانطلقت في مسيرة التنمية المستدامة، مؤكداً أن الأمن والتنمية هما جناحا الأمن القومي المصري.
من جانبه، تقدم الخبير الاستراتيجي اللواء عادل العمدة، بالتهنئة والتقدير لشعب مصر العظيم على هذه الثورة المباركة التي أثبتت أن الأمة المصرية على درجة عالية للغاية من الوعي ولا يمكن أن يحتكر فكرها جماعة أو عناصر ذات فكر أسود، بل إنه شعب يقدر ويدرك عظمة أرضه وتاريخه وقيمة وأهمية الدولة الوطنية.
وقال "بعد مرور 12 عاماً على ثورة يونيو نستطيع القول إن بلادنا قد وصلت إلى النتائج المرجوة وحافظت على المؤسسات وكافة أركان الدولة وعظمت من قدرات الدولة الشاملة"، منوهاً بالطفرة والنهضة والتقدم الملموس الذي تشهده مصر اليوم.
وسلط اللواء عادل العمدة الضوء على سيادة مصر الكاملة على أرضيها وحمايتها لكافة الجهات الاستراتيجية بفضل جيشها الوطني العظيم وذلك في ظل التوترات التي يعيشها الإقليم ولاسيما دول الجوار.
وأبرز أن مصر دولة قوية وثابتة واقفة على أرض صلبة لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها رغم دائرة الأزمات التي تحيط بها، مؤكداً أن مصر لديها بنية تحتية كبيرة وقوة اقتصادية، لافتاً في هذا الصدد إلى الإصلاح الاقتصادي الذي حقق نجاحات متميزة في الفترة الماضية بجانب معدلات النمو التي ترتفع رغم التحديات.
وأشار كذلك إلى قوة أخرى وهي الدبلوماسية المصرية؛ إذ عادت مصر وبعد ثورة 30 يونيو دولة تحظى بثقة كافة بلدان العالم وتربطها علاقات دولية متميزة بالجميع وكذلك شراكات إستراتيجية ولاسيما قرار مصري سياسي حر .
وأكمل اللواء عادل العمدة أن مصر تتمتع باستقرار ولديها مؤسسات ودستور وبرلمان، فضلاً عن جهودها ومساعيها الدؤوبة لمواكبة التطور التكنولوجي والتوجه نحو التحول الرقمي بما يعزز من القدرات والمهارات المطلوبة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية وتأمين مستقبل أفضل للبلاد.
وأبرز ما تشهده مصر اليوم من برامج حماية اجتماعية مثل تكافل وكرامة، بجانب المبادرات الرئاسية في الصحة وتطوير منظومة التعليم والقضاء على العشوائيات للوصول إلى الجمهورية الجديدة.
واختتم الخبير الاستراتيجي، مثنياً على شعب مصر الذي يصطف خلف قيادته الوطنية بروح معنوية مرتفعة واثقاً في قدرات دولته وفي جيشه العظيم، مستبشراً بشبابه الواعي الذي أصبح اليوم يتبوأ المناصب القيادية في الجمهورية الجديدة.
ر ح ب/ن ه ل
/أ ش أ/
خبراء لـ(أ ش أ): 30 يونيو..ذكرى لشعب عظيم أثبت للعالم إنه وحده من يقرر مصير بلاده
مصر/ثورة يونيو/تقرير/سياسة
You have unlimited quota for this service