بروكسل في 22 مايو /أ ش أ/ اختتم وزراء الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، أعمال اجتماعهم الوزاري الثالث، بالتأكيد على مواصلة تعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية المشتركة، في إطار الشراكة الإفريقية الأوروبية الممتدة منذ 25 عاماً.. كما أكدوا دعمهم للمرشح الإفريقي لرئاسة اليونسكو، الدكتور خالد العناني، للفترة 2025-2029.
واستعرض الوزراء- بحسب البيان الختامي للاجتماع- التقدم المحرز في تنفيذ "الرؤية المشتركة لعام 2030"، التي تم اعتمادها خلال القمة السادسة بين الاتحادين عام 2022. وتمت مناقشة تقرير أولي حول آليات المتابعة والتقييم، مع الاتفاق على الانتهاء من التقرير المشترك قبل انعقاد القمة السابعة للاتحادين، المقررة عام 2025 في إفريقيا.
ورحب الوزراء بالتقدم المحقق في تنفيذ حزمة استثمار "البوابة العالمية إفريقيا-أوروبا"، التي تشمل 11 مجالاً تعاونياً رئيسياً، مؤكدين أهمية تعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الأزرق، خاصة في الدول الجزرية الصغيرة النامية. كما أعادوا تأكيد دعمهم لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية باعتبارها أداة محورية في تعزيز التكامل الاقتصادي وتوفير فرص العمل.
وأعرب الوزراء عن قلقهم إزاء التهديدات المتزايدة التي تواجه السلم والأمن، مشددين على التمسك بالمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وجددوا التزامهم بالتصدي للأزمات الإنسانية، ودعم الوكالة الإنسانية الإفريقية، إلى جانب تعزيز التعاون في بناء السلام وتطوير القدرات الأمنية الإفريقية.
وأكد الوزراء أن الهجرة تمثل فرصة للتنمية، مع ضرورة احترام حقوق المهاجرين وتعزيز الشراكات لإدارة الهجرة بشكل مستدام ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية. كما دعوا إلى توسيع سبل الهجرة النظامية وتعزيز إدماج المهاجرين المنتظمين في المجتمعات المضيفة.
وجدد الوزراء التزامهم بتعزيز التعددية الفعالة، والدعوة إلى إصلاح المؤسسات الدولية لجعلها أكثر عدالة وتمثيلاً. وأكدوا دعمهم لدور الأمم المتحدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات العالمية كالتغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي.
وأقر الوزراء بالدور المحوري للشباب ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما شددوا على أهمية حماية الفضاء المدني، وضمان مشاركة أصحاب المصلحة في مسيرة الشراكة بين الاتحادين.
وأبرز الوزراء الدور التحويلي للتعليم والثقافة والعلوم، وأكدوا دعمهم للمرشح الإفريقي لرئاسة اليونسكو، الدكتور خالد العناني، للفترة 2025-2029. كما شددوا على أهمية المبادرات التعليمية المشتركة مثل Erasmus+ وHorizon Europe، وتعزيز تبادل الطلاب والباحثين.
ورحب الوزراء بالمقعد الدائم للاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين، واتفقوا على تعزيز التعاون لتحقيق نتائج عملية تحت رئاسة جنوب إفريقيا الحالية. كما أكدوا التزامهم بمكافحة الفساد والجرائم المالية بالتعاون ضمن مبادرات مثل "Team Europe".
وأعاد الوزراء تأكيد التزامهم بمعالجة تحديات السلام والأمن، لا سيما دعمهم لانتقال الأمن في الصومال عبر دعم متواصل لبعثات الاتحاد الإفريقي، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2719 المتعلق بتمويل عمليات دعم السلام الإفريقية. كما شددوا على أهمية دعم المؤسسات الحكومية في الصومال.
وفيما يخص السودان، شدد الوزراء على الحاجة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والعودة إلى الحوار السياسي، مؤكدين دعمهم لمسار حوار سوداني شامل بقيادة إفريقية وبرعاية الاتحاد الإفريقي والإيقاد.
وبخصوص جمهورية الكونغو الديمقراطية، أعرب الوزراء عن قلقهم إزاء تصاعد الصراع في شرق البلاد، مؤكدين دعمهم للمبادرات الوساطية بقيادة الاتحاد الإفريقي، ومجموعة التنمية للجنوب الإفريقي (SADC)، ومجموعة شرق إفريقيا، إلى جانب مبادرات قطرية وأمريكية.
وأكد الوزراء التزامهم بإصلاحات حوكمة شفافة وشاملة تعزز فعالية المؤسسات، وأعربوا عن دعمهم للنظام التجاري المتعدد الأطراف بقيادة منظمة التجارة العالمية، مؤكدين ضرورة جعله أكثر استجابة لاحتياجات الدول النامية.
وأعرب الوزراء عن تطلعهم لتحقيق نتائج فعالة في المؤتمرات الدولية القادمة، بما في ذلك مؤتمر تمويل التنمية في إشبيلية (يونيو 2025)، وقمة التنمية الاجتماعية في الدوحة (نوفمبر 2025)، مؤكدين أن الشراكة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي ستظل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والسلم والاستقرار المشترك.
وفي ختام الاجتماع، اتفق الوزراء على عقد الاجتماع الوزاري القادم في إفريقيا عام 2027، لمواصلة العمل المشترك وتعزيز أسس الشراكة الإفريقية الأوروبية.

مهر/ أ د ه
/أ ش أ/