• قارة أفريقيا
    قارة أفريقيا


القاهرة ... شادية محمود
برئاسة مشتركة لكل من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد الأفريقى والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وفى حدث لم يشهده تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية من قبل ، يكون منتجع سوتشى الروسى الواقع على البحر الأسود على موعد غدا ( الأربعاء ) مع انطلاق حلقة جديدة من حلقات التنمية على الصعيد الأفريقى الذي عززته مصر خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقى ، وأكسبته ديناميكية جديدة.
ساعات قليلة وتبدأ فعاليات أول منتدى اقتصادي روسي - أفريقى والتي تستمر على مدى يومين ، بالتزامن مع القمة الروسية الأفريقية ، التي تعد هي الأخرى أول حدث على هذا المستوى في تاريخ العلاقات الروسية - الأفريقية، و تمتد مناقشاتها لملفات عديدة ومتنوعة يتناول خلالها ، قادة ورؤساء الدول الأفريقية بالبحث والمناقشة مجمل العلاقات المشتركة ، بما في ذلك آفاق التعاون في المجال الاقتصادي، والوضع الراهن وآفاقه ، بالإضافة إلى كثير من المسائل الملحة للاقتصاد العالمي٠
يشارك في القمة رؤساء الدول الأفريقية ، وممثلو المؤسسات الحكومية ورجال الأعمال والخبراء من الجانبين ، والمؤسسات التكاملية النشطة في القارة الأفريقية ، بهدف دعم طريق إفريقيا الثابت نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتقنية، وإنشاء عمليات تكامل متبادل المنفعة في إطار الاتحاد الأفريقي ومختلف المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية للقارة .
وسيتمخض مؤتمر سوتشي الاقتصادي عن دينامكية إيجابية في حجم التجارة وتدفقات الاستثمار، فضلا عن مشروعات مشتركة يجري تطويرها في مجالات الصناعة الاستخراجية والزراعة والرعاية الصحية والتعليم ، حيث أعلن الرئيس بوتين ، في وقت سابق ، جاهزية الشركات الروسية لتزويد شركائها الأفارقة بإنجازاتها العلمية والتكنولوجية وخبراتها في تحديث البنية التحتية للطاقة والنقل والاتصالات ، معربا عن أمله في أن يتم من خلال المنتدى تحديد اتجاهات وأشكال التعاون الجديدة، وطرح المبادرات المشتركة الواعدة التي سترفع حجم التعاون الحالي بين روسيا وأفريقيا إلى مستوى نوعي جديد يؤدى إلى تنمية اقتصادات بلدانها ورفاهية شعوبها.
ويحفل برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي وصل إلى روسيا في وقت سابق اليوم ،بنشاط مكثف ، فإلى جانب الرئاسة المشتركة للقمة والمنتدى ، وحضور جلساتهما الصباحية والمسائية التي يتجاوز عددها الثلاثين ، فإن هناك سلسلة من اللقاءات الثنائية المتوقع عقدها مع الرؤساء الأفارقة وكبار المسؤولين الروس، بهدف تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين القاهرة وموسكو والدول الإفريقية .
وحرص الرئيس السيسى على تعزيز علاقات مصر بدول القارة السمراء ، وكذلك بروسيا منذ توليه مقاليد الحكم فى مصر ، ودعمت الزيارات المتبادلة للسيسى وبوتين من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، كما دعمت الزيارات المتبادلة بينه وبين القادة الأفارقة علاقات القاهرة بدول هؤلاء القادة ، الأمر الذي عكس رغبة مصر القوية في تبادل الدعم السياسي والاقتصادى والتجاري علة المستويين الإقليمي والدولي في ظل ما يواجه دول القارة والمنطقة من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من استقرارها السياسي وتشاركها معهم في رؤية موحدة لمواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة في دعم النمو الاقتصادي في البلاد .
وتتشعب العلاقات الثنائية وتتنوع بدءا مما يتصل بدعم التنمية المشترك ، والتبادل التجاري ، وتشجيع وجذب الاستثمارات إلى دعم ركائز وضع إفريقيا على مسار التحول إلى قوة اقتصادية عملاقة ، حيث يقوم الوزراء والمسؤولون المعنيون بمتابعة تلك الملفات، بتذليل العقبات التى تواجهها .
فيما تمتد دوائر التنسيق بين مصر وروسيا و الدول الإفريقية وتتسع لتشمل تعزيز التعاون فى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية الأكثر الحاحا ، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا وليبيا ، بالإضافة إلى تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة اتصالا بجهود التصدي للإرهاب، خاصة فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية بها .