أبو ظبي في 5 يونيو / أ ش أ/ في الوقت الذي تعد فيه عملية إنقاذ الأرواح في الأماكن الخطرة بالجبال والبحار أو حتى المنخفضات والوديان الضيقة ، هي مهمة صعبة وخطيرة وتحتاج لرجال أقوياء وشجعان .. جاءت مريم الزعابي أول مسعف حالات حرجة في الإمارات .. لتثبت أن المرأة العربية لديها من القوة والعزيمة والمثابرة ما يمكنها من القيام بأصعب وأخطر المهام في سبيل إنقاذ الأرواح وتقديم يد العون لأشخاص في أمس الحاجة إليها .
وقالت مريم - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش فعاليات الاجتماع ال39 للجنة المشتركة للمنظمة العالمية للبحث والإنقاذ " كوسباس- سارسات" المنعقدة بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي - إن مهمة إنقاذ الأشخاص وإنعاشهم والحفاظ على حياتهم خاصة في الأماكن الخطرة حتى توصيلهم بسلام إلى المراكز الطبية لتلقي العلاج ، هي مهمة إنسانية عظيمة تبعث بالفخر على صاحبها ..مشيرة إلى أنها بدأت عملها في هذا المجال كمسعف وتدرجت في المراتب العلمية حتى حصلت على ماجيستير في الحالات الحرجة من جامعة فلندرز بأستراليا.
وأضافت مريم أن مراكز العمليات في المركز الوطني للبحث والإنقاذ الإماراتي تستقبل إشارات الاستغاثة ويتم تقييم الحالات إما أولية او ثانوية ، فالحالات الأولية، يتم إطلاق طائرة الإغاثة في خلال 15 إلى 30 دقيقة لإنقاذ المستغيث سواء كان في الجبل أو البحر أو في أي مكان .. موضحة أنه في بعض الأوقات التي يصعب على الطائرة الهبوط في مكان معين لصعوبة التضاريس ، ينزل المسعف بالحبال لتقديم المساعدة للمستغيث وانتشاله ونقله للمستشفى .. مشيرة إلى استخدام طائرات كبيرة تسمى طائرات الجناح الثابت في مهام الاستجابة لحالات استغاثة خارج حدود الدولة والتي تتم بالتنسيق والتعاون مع الدول الصديقة ووفق اتفاقيات تعاون مبرمة في هذا المجال.
وعن أصعب الحالات والمواقف التي تعرضت لها أثناء تنفيذ مهام عملها ، قالت مريم إنها استطاعت إجراء عمليات ولادة ل 10 نساء في يوم واحد خلال مشاركتها في مستشفى ميداني خارج الإمارات وكانت وقتها مسعفا متقدما ، كما استذكرت أول يوم في عملها كمسعف ومشاعر القلق والخوف بداخلها حينها والتي تحولت فيما بعد لشغف نحو عملها .. مؤكدة أنه من أصعب المهام التي يواجهونها أيضا هي جمع أشلاء ضحية في موقع استغاثة لتسليمها للطب الوقائي .. فضلا عن مهمة القيام ببتر بعض أطراف مريض لانقاذ حياته .
وحول طموحاتها وأحلامها في مجال عملها ، أعربت عن تطلعها للوصول لمراتب متقدمة أكثر في مجال عملها وعدم التوقف عند مرحلة معينة .. معربة أيضا عن أملها في أن ترى المزيد من النساء والفتيات العرب يدخلن هذا المجال بقوة دون خوف أو تردد فالمهمة الإنسانية لإنقاذ الأرواح هي وسام على صدر كل مسعف فهو شعور عظيم لا يمكن وصفه بكلمات وله أجر كبير عند الله .
واختتمت حديثها قائلة " احلم أن أقود منظمة عربية دولية لنساء مسعفات يجتهدن ويحاولن بلا كلل أو ملل حاملات رسالة إنسانية لتقديم المساعدة لكل محتاج حول العالم " .
وتستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي الاجتماع ال 39 للمنظمة العالمية للبحث والإنقاذ خلال الفترة من 27 مايو إلى 5 يونيو 2025، بمشاركة أكثر من 200 خبير من 45 دولة ومنظمة دولية متخصصة في مجالات البحث والإنقاذ عبر الأقمار الاصطناعية، من بينها منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، والمنظمة البحرية الدولية (IMO)، والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).
منظمة "كوسباس - سارسات"، هي المنظمة العالمية الوحيدة المعنية بالكشف عن إشارات الاستغاثة عبر الأقمار الصناعية وتوجيهها إلى الجهات المختصة، ومنذ تأسيسها في عام 1982 أسهمت في إنقاذ أكثر من 66 ألف شخص حول العالم.
إسر / سار/س.ع
/ أ ش أ/