ذكري ميلاد أسد الصحراء وصاحب الرسالة مصطفي العقاد

حجز مقعده في مقدمة صفوف كبار المخرجين ، فوصل صيته إلى العالم أجمع حقق نجاحات واسعة استمرت حتى بعد وفاته المأساوية إلى الان. انه المخرج والمنتج السينمائي مصطفى العقاد من مواليد 1 يوليو 1930 ولد في محافظة حلب سوري المولد أميركي الجنسية من عائلة متواضعة تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في مدينته، وبمجرد انتهاءه من مرحلة التعليم الثانوي بدأ يتجه نحو الفن السابع حيث سافر إلى الولايات المتحدة الأميريكة لدراسة السينما في كاليفورنيا عام 1954 وتخرج بعد أربع سنوات ليبدأ بعدها رحلة البحث عن عمل بين الشركات السينمائية والاستوديوهات الضخمة و محطات ووكالات الإعلان. في شبابه كان الجميع يسخرون منه ويعتقدون أنه لن يحقق مراده، لكن حبه للإخراج لم يقف عند كلامهم، إذ قام بشراء كتب متخصصة كالتي تدرس في الجامعات الأميركية في مجال الإخراج وقام بدراستها وفهمها قبل سفرة إلى أميركا كان والده معارضاً لدخوله مجال الإخراج في بداية الأمر، لكن مع إصرار العقّاد رضخ لطلب ابنه وشجعه على المضي قدماً والسعي إلى تحقيق طموحه. خلال تدربه على فنون الإخراج أثناء الدراسة، قام بإعداد فيلم عن قصر الحمراء نال عليه الجائزة الأولى من الجامعة. وبعد تخرجه عمل مساعداً للمخرج العالمي ألفرد هيتشكوك، حيث تدرّب على يديه ونال خبرة كبيرة من خلال عمله معه وهذا ما ساعده في ما بعد على إعداد مجموعة أفلام «الهالويين»،. تزوج العقاد مرتين في حياته، الأولى من زميلته الأميركية باتريسيا التي تحمل شهادة الماجستير في الفنون والآداب وأنجب منها ريما وطارق ومالك بعد انفصاله تزوج من سهى العشي وأنجب منها ابنه زيد. اشتهر العقاد كمخرج سوري عالمي في هوليوود، ومن أشهر أفلامه «الرسالة» الذي يتحدث عن نشأة الإسلام من خلال السيرة النبوية الشريفة، وفيلم «أسد الصحراء» المعروف باسم «عمر المختار» الذي يتحدث فيه عن عمر المختار الرجل الليبي الذي حارب الاستعمار الإيطالي في أوئل القرن العشرين، حيث تم إنتاج الفيلمين من قبل ليبيا والمغرب في إحدى المقابلات التي أجريت معه حول فيلم «عمر المختار» تم سؤاله «لماذا لم تأت ببطل مسلم ليجسد دور عمر المختار وأتيت بالنجم أنطوني كوين؟»، فأجابهم لكي يقتنع الغرب بقضيتنا وبالظلم الذي لحق بنا، لا بد من تقديم قضيتنا من خلال وجوه يعرفونها ويحبونها، فلا أحد في الغرب سيشاهد فيلماً عن العرب يقوم به ممثلون من العرب، ولكن بهذه الطريقة نقوم بلفت نظرهم وحثّهم على مشاهدة ما نقدمه، وبالتالي تفهم حقيقتنا ومعرفة قضايانا لقد علم العقّاد أن الشعب الأميركي يحب متابعة أفلام الرعب ويستمتع بمشاهدتها، فقدم سلسلة أفلام «الهالويين». اثناء إخراج فيلم «الرسالة» في منتصف سبعينيات القرن الماضي، استشار العقاد علماء الدين المسلمين لتفادي إظهار مشاهد أو معالجة مواضيع قد تكون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي. حيث كان الفيلم بمثابة جسر للتواصل بين الشرق والغرب، خصوصاً بين العالم الإسلامي والغرب ولإظهار الصورة الحقيقية عن الإسلام. نال العقاد العديد من الجوائز منحه إياها عدد كبير من المهرجانات السينمائية العربية والدولية، كما نال أوسمة عديدة من زعماء عرب وأجانب، إذ تم تكريمه من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، كما كان من المفترض أن يتم تكريمه في مهرجان «دمشق السينمائي» لكن وفاته حالت دون ذلك. من أشهر أفلامه: الرسالة النسخة العربية 1976، من بطولة عبد الله غيث ومنى واصف الرسالة النسخة الإنجليزية 1976، من بطولة أنطوني كوين وإيرين باباس أسد الصحراء» المعروف باسم «عمر المختار» 1980، وجسد بطولته أنطوني كوين إلى جانب إيرين باباس وأوليفر ريد. إنتاج فيلم «موعد مع الخوف» 1985. كان العقاد يحضّر قبل وفاته لعمل فيلمين سينمائيين أولهما يتحدث عن فتح الأندلس، والآخر يتحدث عن صلاح الدين الأيوبي. وكان من المفترض أن يجسد شخصية صلاح الدين الأيوبي الفنان العالمي شون كونري رغم شيخوخته، لأن العقاد رأى أنه مكسب للرأي العام العالمي. في نوفمبر 2005 أفاق العالم على مقتل العقاد وابنته ريما، واللذين كانا ضمن ضحايا الانفجار الذي حدث في فندق «جراند حياة» الواقع في العاصمة الأردنية عمّان، حيث كانا هناك لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء، لكن حدث الانفجار الناتج عن عملية إنتحارية لحظة وجود العقاد في بهو الفندق واستقباله لابنته القادمة للتو من السفر، والتي توفيت في الحال بينما مات هو بعد العملية بيومين متأثراً بجراحه، ليعود إلى حلب مدينته التي طالما حلم بالعودة إليها عن عمر ناهز الـ 75 عامًا تاركا ورائة تاريخ لا يمكن ان ينسي من اهم علامات السينما العالمية . إعداد / ريم زايد .
  • ذكري ميلاد أسد الصحراء وصاحب الرسالة مصطفي العقاد
    undetermined
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (11)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD