من الخُرنفش إلى مكة.. طريق المحمَل المصري لكسوة الكعبة

ارتبطت كسوة الكعبة لفترات طويلة بمصر، وعلى مر سنين طويلة كان لمصر شرف صناعة الكسوة ، منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث يتم نقلها مع فوج الحجيج الخارج من مصر في احتفال رائع كبير لأرض الحرم، وظل حتى حكم جمال عبد الناصر عام 1962، ثم نُقلت الصناعة للمملكة العربية السعودية. المحمل الشريف.. هو عبارة عن هودج خشبي مغطى بالقماش المزخرف بالآيات القرآنية، و يُحمل على جمل مع قافلة الحج، ويحوي هذا المحمل كسوة الكعبة، وهدايا ذات قيمة عالية للحرمين الشريفين، وقطع ذهبية كثيرة ومجوهرات كريمة يتم توزيعها على أهل الحجاز و سرة أموال، تنفق على فقراء مكة. منذ خروجها من الخُرنفش، ثم إلى شارع المعز، ومنه إلى  بوابة بيت القاضي، ثم إلى المشهد الحسيني، حيث يقف هناك ليتيح للجماهير مشاهدته، ومنها إلى مكة. كان المحمل يطوف فى القاهرة نحو ثلاثة أيام يصاحبه الطبل والزمر ،و تزين المحلات التجارية ، وكان الوالى أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه. وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه الجمال التى تحمل المياه وأمتعة الحجاج وخلفه الجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات. وكان يشرف على تصنيع وتطريز كسوة الكعبة مسئول يسمى " ناظر الكسوة"، ونقلها للحجاز كان يتم تحت إشراف أمير كبير يسمى " أمير الحج"، وعندما كان يقترب المحمل من مكة كان يخرج أميرها لاستقبال المحمل. وكان المسئول عن حماية القافلة وحمل الكسوة شخصية عسكرية كبيرة هو الذى لقب بأمير الحج، وبلغ من الأهمية إلى حد أنه وضع فى المرتبة الثالثة بعد كل من الباشا والدفتر دارللحفاظ على شرف إرسال كسوة الكعبة المشرفة، تم إنشاء "دار الكسوة" في عام 1233هـ، بحي الخُرنفش في القاهرة، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين السورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن، وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، وظلت تعمل حتى عام 1962م وكان يقام حفل رسمي كبير في حي الخُرنفش مرورا بأحياء القاهرة احتفالا بالمحمل كانت الحكومة تعين حلاقاً خاصاً لتهذيب شعر جمال المحمل الشريف وكسوة الكعبة المشرفة، يقوم بتهذيب شعرها 7 مرات على الأقل فى العام، وتخضيب جسد تلك الجمال بالحناء والعطر، لإظهارها بالمظهر اللائق فى مهمتها الكريمة للأراضى المقدسة، استعداداً لحمل الكسوة الشريفة والاحتفالات قبل التوجه للأراضى الحجازية وبعد الحج يعود المحمل حاملا الكسوة القديمة للكعبة وإبدالها بالكسوة الجديدة وتقطع إلى قطع وتوزع على النبلاء والأمراء وما زالت هذه القطع موجودة في متحف كسوة الكعبة وبعضها في قبور العائلة الملكية في مصر حيث زينوا بها أضرحتهم كنوع من التبرك وحتي الآن يوجد في متحف النسيج بشارع المعز شريط إهداء الكسوة باسم الملك فاروق وثلاث أحزمة، تلف حول الكسوة لتثبيتها بجدار الكعبة، مكتوب على شريط الإهداء صنعت هذه الكسوة الشريفة في عهد المتوكل على الله فاروق الأول، وأهديت إلى المملكة العربية السعودية وعليها تاريخ 1365 هـ. الصور من أرشيف أ. ش .أ إعداد/ ريم زايد
  • من الخُرنفش إلى مكة.. طريق المحمَل المصري لكسوة الكعبة
    من الخُرنفش إلى مكة.. طريق المحمَل المصري لكسوة الكعبة
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD