ذكرى رفض الشعب المصرى لهزيمة الخامس من يونيو - 1

ذكرى رفض الشعب المصرى لهزيمة الخامس من يونيو و تنحي جمال عبد الناصر "أقول لكم بصدق ـ وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفي في الأزمة فإنني على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدوني عليه.. لقد قررت أن أتنحى تمامًا ونهائيًا عن أي منصب رسمي، وأي دور سياسي وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر". كلمات عمرها واحد و خمسون عامًا، ولازالت تعيش في وجدان المصريين ويحفظونها عن ظهر قلب. تحل اليوم ذكرى إعلان تنحي الرئيس جمال عبد الناصر عن رئاسة جمهورية مصر العربية في 9 يونيو 1967؛ عقب حرب الستة أيام كما يطلق عليها، ألقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خطابه الشهير في التاسع من يونيو 1967 مساء اليوم الخامس من العدوان الإسرائيلي الغاشم على كل من مصر وسوريا والأردن، الذي وقع على نفوس العرب في ذلك الوقت كوقع الصاعقة. مشاعر عبدالناصر كانت جلية أثناء إلقائه للخطاب، والذي قرر فيه التنحي عن الحكم وتكليف السيد زكريا محي الدين ليكون رئيسا للجمهورية : «تطبيقًا لنص المادة (110) من الدستور المؤقت الصادر في شهر مارس سنة 1964» وفي رد فعل قوي خرجت الملايين من الجماهير ترفض تنحي الزعيم وترفض الهزيمة و الاستسلام و تؤكد على الاستمرار في الكفاح ضد العدو الإسرائيلي من اجل إزالة آثار العدوان و تحصيل الحقوق العربية . وأمام ضغط الجماهير في مصر و العالم العربي عدل الزعيم عن التنحي و قرر الاستمرار في قيادة المسيرة و اعلن رئيس مجلس الأمة حينها (أنور السادات) عن ذلك في 10 يونيو 1967 وكشف السيد سامي شرف أحد مؤسسي جهاز المخابرات العامة والسكرتير الشخصي للراحل عبد الناصر، أن خطاب التنحي لم يعلم به أحد غير الكاتب الصحفي الكبير هيكل لأنه هو من قام بكتابته للرئيس ، موضحًا أن ذلك يهدم كل ما قيل عن دور أجهزة الدولة في تعبئة الجماهير لدفع ناصر إلي العودة عن قراره لأنها ببساطة لم تكن تعلم شيئًا عن قرار التنحي قبل وقوعه. وفي 21 يونيو 1967 بدأ إعادة تسليح الجيش ، وفى مارس 1969 انطلقت حرب الاستنزاف، وتم بناء حائط الصواريخ والاستعداد لخوض حرب ضد العدوان الإسرائيلي واسترداد الأرض الذي حدث بالفعل بعد وفاة جمال عبد الناصر بثلاثة أعوام عندما أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرار حرب السادس من أكتوبر عام 1973 . الصورة الأولي للرئيس جمال عبد الناصر أثناءالقاءه خطاب التنحي في قصر القبة الصورة الثانية مظاهرات الشعب المصري بعد خطاب تنحي عبد الناصر عن الحكم الصور من أرشيف أ.ش.أ إعداد / ريم زايد .