ذكري رحيل المسحراتي ( سيد مكاوي) - 1

سيد مكاوي ملحن ومطرب مصري، من مواليد القاهرة في 8 مايو 1929 بمنطقة الناصرية. وعند ولادته كان مبصراً، لكنه فقد بصره مبكرا. عندما مات والده فجلس يبكي علية طويلا وظلت الدموع تنهمر من عينية بلا توقف وفجاه فقد بصره ولم يجد الاطباء اي علاج له . درس في المدرسة الأزهرية الدينية، وحفظ القرآن الكريم وبدأ مسيرته بالإنشاد الديني. وفي الوقت نفسه درس العزف بالعود والمقامات الموسيقية والأوزان وحفظ كثيراً من أدوار محمد عثمان وقصائد أبي العلا محمد وأغنيات عبده الحامولي وغيرهم. وفي عام 1940 دخل إذاعة القاهرة، وقدم بصوته الأغنيات التراثية. كانت بدايات سيد مكاوي في تلحين التواشيح الدينية التي غناها بصوته. أما أول ألحـانه الطربيـة فكان لليلى مراد عندما لحن لـها أغنيـة «حكايتنا احنا الاتنين»، وحققت بها شهرة واسعة، فلحن بعدها لكبار المطربين في مصر والوطـن الـعربي. كما غنى بعض من ألحانه بصوته منها «كده يحلو الكلام»، و«ليلة إمبارح»،، ليزيد رصيده من الألحان على 1500 أغنية. لكن قمـة ألحانه كانت لسـيدة الغنـاء العربي أم كلثـوم، عند ما لحـن لـها أغنيـة«يامسهرني»، وغنتها أم كلثوم عام 1972 في أواخر حياتها. وقالت عنه السيدة أم كلثوم في تسجيل نادر لها بأنه «زكريا أحمد هذا العصر» وهو تشبيه كبير خاصة أنها تدين بالفضل لزكريا أحمد أستاذها في الغناء. كما لحن سيد مكاوي كثيراً من الأناشيد الوطنية وكان أولها نشيد «حنحارب» الذي كتب كلماته صلاح جاهين، وقدمه مكاوي بعد العدوان الثلاثي الغاشم على مصر. ومن أناشيده الوطنية «الدرس انتهى لموا الكراريس» الذي غنته شادية بعد قصف العدو الصهيوني مدرسة بحر البقر. لم يكتف سيد مكاوي بتلحين الأغنيات فقط، وإنما اتجه نحو المسرح، فوضع موسيقى اثنتي عشرة مسرحية وألحانها، من أهمها «مدرسة المشاغبين». كما ألف ثنائياً ناجحاً مع الزجال صلاح جاهين، فقدم الاثنان العديد من المسرحيات الغنائية. اشهرها «الليلةالكبيرة» التي كتبها فؤاد حداد، وجاءت على شكل أوبريت. فكان هذه الأوبريت تجديداً مهماً في شكل الموسيقى العربية. » ثم جاءت رباعيات صلاح جاهين في حلقات يومية علي إذاعة صوت العرب من تلحين مكاوي والتي حققت أيضا نجاحا وشهرة واسعة . كما قدم سيد مكاوي البرنامج الغنائي (المسحراتي) الذي كتبه فؤاد حداد، وغناه مكاوي بصوته في شهر رمضان عبر الإذاعة أولاً، ثم عبرالتلفاز، واستمر البرنامج سنوات عديدة بنجاح باهر. رحل سيد مكاوى فى 21 ابريل عام 1997 بعد مشوار حافل بالعطاء والأعمال الفنية المتميزة الباقية معنا حتي اليوم. الصورة الأولى : صورة تجمع أشهر العازفين في تاريخ مصر من خلال اعلان باحدي الصحف المصرية في يناير عام 1930 . الصورة الثانية : سيد مكاوي في لحظة أداء . الصور من أرشيف أ.ش.أ إعداد/ ريم زايد.