• حادث بطرسبورج
    حادث بطرسبورج


كتب .. عبد الرحمن سمير

شهد العالم، اليوم حادثًا مأساويا استهدف مدينة سان بطرسبورج الروسية، وتحديدًا في محطات مترو المدينة الواقعة شمال غربي البلاد، وأسفر التفجير، الذي نفذ بواسطة عبوة ناسفة، عن مقتل 15 شخصًا وإصابة قرابة 50 آخرين وذلك وفق تقديرات أولية تم الإعلان عنها عقب الحادث.
وفي أعقاب الحادث، أٌبلغ الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يوجد حاليًا في سان بطرسبورج، بملابسات الهجوم، وفي أول رد فعل له على الحادث المأساوي، قال بوتين إنه من السابق لأوانه الحديث عن أسباب التفجير.. مضيفًا أن الأجهزة المعنية تدرس كل الاحتمالات، بما فيها العمل الإرهابي.
ولم يكن حادث سان بطرسبورج هو الأول من نوعه في روسيا، حيث شهدت عدة محطات مترو عمليات تفجير مماثلة على مدى أربعين عامًا، أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، في الوقت الذي تحارب فيه الحكومات وقوات الأمن التطرف والإرهاب في عدد من الدول.
ووفقًا لقناة (روسيا اليوم) الإخبارية، فإنه في الثامن من يناير عام 1977، وقع عمل إرهابي في إحدى المقطورات بمترو الأنفاق في موسكو بين محطتي "إيزماليوفسكايا" و"بيرفومايسكايا"، ونجم عنه مقتل عدة أشخاص من بينهم أطفال، وتبين أن منفذي التفجير ستيبان زاتيكيان وهاكوب ستيبانيان وزافين باجداساريان، هم من سكان يريفان، ومن القوميين المتعصبين الأرمن، وبعد المحاكمة تم إعدامهم في عام 1979.
وفي 11 يونيو عام 1996، وقع انفجار استخدمت فيه عبوة ناسفة داخل قطار بين محطتي "تولسكايا" و"ناغاتينسكايا"؛ أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، كما أصيب 16 آخرون، ولم يتم الكشف عن مرتكبي الحادث.
أما في الأول من يناير عام 1998، هز تفجير إرهابي قاعة محطة "تريتياكوفسكايا"، وتسبب في جرح 3 أشخاص، ولم يتمكن الأمن من معرفة من خطط ونفذ العملية.
8 أغسطس عام 2000، تفجير إرهابي يدوي في نفق عبور المشاة بالقرب من محطة "بوشكينسكايا" وسط موسكو ونجم عنه مقتل 13 شخصًا وإصابة 118 آخرين، ولم يتم القبض على الجناة.
كما تعرضت محطة مترو الأنفاق "بيلوروسكايا" يوم الخامس من فبراير 2001، لتفجير إرهابي استهدف منصة الصعود وتسبب في إصابة 5 أشخاص.
وفي السادس من فبراير عام 2004 ، فجر انتحاري من شمال القوقاز نفسه في مقطورة على الخط الأخضر بمترو أنفاق العاصمة بين محطتي "أفتوزافودسكايا" و"بافيليتسكايا"؛ مما أسفر عن مقتل 40 شخصًا وإصابة 134 آخرين.
وفي 31 أغسطس من العام ذاته دوي تفجير بمحطة "ريجيسكايا" في مترو موسكو، ونجم عنه إصابة 46 شخصًا بجروح بما في ذلك 4 أطفال، وقتل في الحادث 10 أشخاص، فيما لم تستطع القوات الأمنية تحديد هوية منفذ الجريمة.
أما تفجيرات مترو الأنفاق في موسكو 2010، نفذت إمرأتان التفجيرين الانتحاريين في العاصمة موسكو خلال ساعة الذروة الصباحية في محطتين، حيث وقع الانفجار الأول داخل عربة مترو بمحطة "لوبيانكا"، وأدى إلى مقتل 22 شخصًا حسب وزارة الطوارئ الروسية، وبعد نحو 45 دقيقة، هز انفجار ثان محطة "بارك كولتوري" الواقعة وسط المدينة أيضًا، وأدى إلى مقتل 12 آخرين.
واليوم، وقع حادث محطات مترو مدينة سان بطرسبورج، والتي أسفرت عن سقوط قرابة 15 قتيلاً ونحو 50 مصابًا، غير أن وسائل إعلام روسية أعلنت عن وجود قنبلة ثانية، أبطلها قوات الأمن، في أعقاب التفجير، وأن القنبلة الثانية كانت مزروعة في محطة "ساحة الثورة".
وفي أعقاب الحادث المآساوي، أعلنت شركة السكك الحديدية الروسية تعزيز تدابير سلامة النقل عقب الانفجار، الذي وقع بمحطة أنفاق مترو سان بطرسبورج، فضلا عن قيام أجهزة أمن الشركة بإجراء جلسات خاصة للعاملين لرفع عملية اليقظة واتخاذ كافة التدابير اللازمة تحسبا لوقوع أي حالات طارئة.
وفي السياق ذاته، أعلنت فرنسا أيضا عن تشديد التدابير الأمنية في وسائل النقل العام لديها في أعقاب التفجير الذي استهدف محطة مترو بمدينة سان بطرسبورج الروسية، كإجراء احترازي تحسبا من وقوع أحداث مماثلة.
ودائمًا تشير أصابع الاتهام إلى الإرهاب، ما يؤكد أنه لا يوجد مكان في مأمن من العمليات الإرهابية، فبالأمس القريب وقع في بريطانيا وبلجيكا وكذلك ألمانيا ومن قبل فرنسا وأمريكا واليوم حادث سان بطرسبورج بروسيا؛ الأمر الذي يؤكد على ضرورة توحيد وتركيز جهود المجتمع الدولي لمواجهة أخطار الإرهاب، تلك الآفة التي لم يسلم منها أي مكان في العالم.