• مرشحوا
    مرشحوا


تقرير: محمد عبد الهادي

قبل خمسين يوما من انطلاق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، يواصل مرشحو الرئاسة استعداداتهم لخوص السباق نحو كرسي الاليزيه بعقد المؤتمرات الجماهيرية والتظاهرات والتجمعات بكافة أنحاء البلاد والترويج لبرامجهم الانتخابية وكذلك بالبحث عن تحالفات.
ويتنافس في الجولة الأولى في 23 أبريل المقبل مرشحون بارزون وآخرون ليس لديهم ثقل؛ ولكن لم يتم إعلان حتى الآن العدد الرسمي للمتسابقين على منصب الرئيس، انتظارا لجمع التأييدات المطلوبة والتي لا يجب أن تقل عن 500 تأييد من رؤساء المناطق والبلديات قبل الموعد الأخير لذلك وهو 17 مارس.

فمن هم إذن أبرز المرشحين؟

مارين لوبن: زعيمة حزب اليمين المتطرف "الجبهة الوطنية" منذ عام 2011 خلفا لجون ماري لوبن والدها ومؤسس الحزب والمرشح الرئاسي خمس مرات خلال الفترة من 1974 - 2007.
وتواجه مارين لوبن (48 عاما) - على غرار مرشح اليمين ﻓرانسوا فيون - مشاكل قضائية، فلقد تم استدعائها أمام القضاء لاتهامها رسميا في إطار التحقيق الجاري بشأن شبهات بتعيينها مساعدين لها في البرلمان الأوروبي بشكل وهمي، إلا أنها أعلنت أنها لن تلبي هذا الاستدعاء.
وتقترح لوبن - النائبة الأوروبية والمرشحة الرئاسية منذ فبراير 2016 - إجراء استفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومنطقة اليورو ووضع حد للهجرة العشوائية. وتشارك مارين لوبن للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية، بعدما حازت عام 2012 على 17.9% من الأصوات.

إيمانويل ماكرون: وزير الاقتصاد السابق الذي أعلن رسميا في منتصف نوفمبر ترشحه للانتخابات الرئاسية وذلك على رأس الحركة التي أسسها "إلى الأمام"، والتي وصفها بأنها لا تميل لليمين أو لليسار. وتحالف معه مؤخرا السياسي البارز ﻓرانسوا بايرو زعيم الحزب الوسطي"مودم" (الحركة الديمقراطية).
ويتضمن برنامج ماكرون - الذي يترشح للرئاسة للمرة الأولى - خفض الإنفاق بواقع 60 مليار يورو، وإنهاء نظام الساعات العمل القانونية (35 ساعة أسبوعيا) بالنسبة للشباب، بالإضافة إلى الاعتراف القانوني بتأجير الأرحام.

فرانسوا فيون: هو رئيس وزراء أسبق يبلغ من العمر 63 عاما، وهو المرشح الرسمي للحزب اليميني "الجمهوريون" بعد أن فاز بالانتخابات التمهيدية لليمين والوسط في نوفمبر 2016 أمام آلان جوبيه.
ويواجه فيون حاليا صعوبة بالغة في مواصلة حملته الانتخابية بسبب قضية الوظائف الوهمية لأفراد من أسرته حين كان نائبا عن منطقة "سارت". واستدعى القضاء فيون في 15 مارس الجاري لاحتمال توجيه الاتهام له رسميا.
وبالرغم من الانسحابات المتتالية في حملته الانتخابية، لا يزال فيون صامدا، مؤكدا في أكثر من مناسبة أنه عازم على مواصلة المعركة الانتخابية حتى النهاية، وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى خروجه من الجولة الأولى للاقتراع في 23 أبريل المقبل.
ويدافع فيون - الذي يعمل بالحقل السياسي منذ نحو 40 عاما - عن برنامج صارم في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، حيث يقترح تمديد سن التقاعد لـ65 عاما وشطب 500 ألف وظيفة في الجهاز الحكومي، وفتح باب تمديد ساعات العمل من 35 إلى 39 ساعة أسبوعيا.
ويشارك فيون للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية، وهو الوحيد - حتى اليوم - الذي جمع أكثر من 500 تأييد، حيث بلغ إجمالي عدد الأصوات المؤيدة له من رؤساء المناطق والبلديات حتى الآن 1155.

بنوا هامون: هو وزير التعليم الأسبق الذي نجح في الفوز بالانتخابات التمهيدية التي نظمها الحزب الاشتراكي، في نهاية يناير الماضي، بعد أن تغلب على منافسه في الجولة الثانية رئيس الوزراء السابق مانويل فالس.
وطرح هامون (49 عاما) النائب عن منطقة "إيفلين"، برنامجا يساريا يقضي باستحداث راتب عام أدنى قدره 750 يورو شهريا وبتشريع القنب. وتحالف معه مؤخرا يانيك چادو، الفائز بالانتخابات التمهيدية لحزب "أوروبا الإيكولوجية الخضر" بعد إعلانه الانسحاب من السباق الرئاسي لدعم هامون الذي يترشح للانتخابات الرئاسية للمرة الأولى.

جون لوك ميلونشون: هو وزير سابق بحكومة ليونيل جوسبان، وأحد مؤسسي حزب اليسار، وهو كذلك نائب بالبرلمان الأوروبي منذ عام 2009. شارك في الانتخابات الرئاسية في 2012 وحصل على 11.1% من الأصوات.
يشارك ميلونشون (65 عاما) في الانتخابات المرتقبة كمستقل وكمرشح لحركة "فرنسا العاصية" بدعم من الحزب الشيوعي.
ويتضمن برنامجه إنشاء "جمهورية سادسة" وتحديد حد أدنى للأجور قدره 1300 يورو، وإطلاق خطة تحول في الطاقة برأس مال 50 مليار يورو.

كما هناك مرشحون آخرون فرصهم ضعيفة في نوايا التصويت:

ناتالي أرتو: هي مرشحة حزب "نضال العمال" والمتحدثة الرسمية باسمه منذ ديسمبر 2008 وهي أستاذة في الاقتصاد والإدارة.
وأرتو شيوعية وتسعى لإسماع صوت العمال. ويدعو برنامجها لزيادة الرواتب ومنع الفصل عن العمل وفرض رقابة على الشركات الكبرى. وتترشح أرتو (46 عاما) للمرة الثانية على التوالي للانتخابات الرئاسية. وفي عام 2012 حصلت على 0.56% من الأصوات.

جاك شوميناد: هو أكبر المرشحين سنا حيث يبلغ من العمر 75 عاما، وهو مؤسس حزب "التضامن و التقدم". ويقدم نفسه باعتباره ديجولي يساري، ويقول إنه يسعى لمحاربة الأوساط السياسية التي عقدت ترتيبات مع امبراطورية المال. ويدعو برنامجه للانسحاب من اليورو ومن الناتو، ويترشح للمرة الثالثة للانتخابات الرئاسية، وحاز في عام 2012 على 0.24% من الأصوات.

نيكولا دوبون-اينيان: هو رئيس ومؤسس حزب "انهضوا فرنسا" ورئيس بلدية "يير" ويطرح نفسه كبديل لفرانسوا فيون ومارين لوبن. ويدعو برنامجه إلى الحد من الهجرة وإخضاع العمل السياسي لقواعد أخلاقية وتبديل الاتحاد الأوروبي بتكتل للدول الأوروبية. يترشح دوبون-اينيان (55 عاما) للمرة الثانية على التوالي للرئاسيات، وحصل في 2012 على 1.79% من الأصوات.

فيليب بوتو: هو مرشح "الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية" للمرة الثانية على التوالي وحصل في عام 2012 على 1.15% من الأصوات. واشتهر بعد نضاله داخل الكونفدرالية العامة للعمل (أبرز النقابات في فرنسا) للدفاع عن الوظائف في مصنع "فورد" ببلدة "بلونكفور" بجنوب غرب فرنسا. ويدعو بوتو (49 عاما) إلى إلغاء الدين العام على غرار ما حدث في فنزويلا والأرجنتين حيث تم شطب الدين دون أن ينهار الاقتصاد.

ميشيل أليو-ماري: هي الرئيس الأسبق للحزب اليميني (التجمع من أجل الجمهورية) خلال الفترة من 1999 إلى 2002. شغلت اليو-ماري (70 عاما) عدة حقائب وزارية من 2002 إلى 2011 وهي مرشحة حركة "فرنسا الجديدة" اليمينية.

فرانسوا أسيلينو: رئيس الاتحاد الشعبي الجمهوري ومفتش مالية، ويدعو للخروج من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو والناتو، ويبلغ من العمر 59 عاما.

هنري جيينو: بعد أن فشل في جمع التأييدات اللازمة لخوض الانتخابات التمهيدية لليمين، قرر جيينو (59 عاما) المستشار الخاص للرئيس السابق لنيكولا ساركوزي، المشاركة كمستقل في الرئاسيات.

راما ياد: تبلغ من العمر 40 عاما، وهي وزيرة دولة سابقة في حكومة ساركوزي، ودخلت الانتخابات من خلال الحركة التي أسستها "فرنسا الجريئة".

ووفقا لاستطلاعات الرأي حتى الآن، فإن المرشحة الرئاسية لليمين المتطرف مارين لوبن تتصدر، منذ يناير، نوايا التصويت في الجولة الأولى من الاقتراع، حيث تراوح التأييد لها من 23% إلى 26%.
وينافس على المركز الثاني في الجولة الأولي المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون، ومرشح اليمين ﻓرانسوا فيون، الذي تراجع بشدة في استطلاعات الرأي بسبب قضية الوظائف الوهمية، وهو الأمر الذي صب في مصلحة ماكرون الذي تجاوزه في العديد من استطلاعات الرأي.
كما أن مشاكل فيون القضائية دفعت العديد من رموز حزبه "الجمهوريون" لمطالبته بالانسحاب للدفع بالان جوبيه كبديل له. وتوالت الانسحابات من معسكر فيون، حيث اعلن مدير حملته باتريك استيفانيني، استقالته، اعتبارا من مساء الأحد، وكذلك كبير متحدثيه تييري سوليير. وأعلن الحزب الوسطي "اتحاد الديمقراطيين والمستقلين " إنسحابه رسميا من حملة دعم ﻓرانسوا فيون.
وفي اليسار، فإن بنوا هامون مرشح ما يسمى بـ"التحالف الشعبي الجميل" ينافس على المركز الثالث أمام مرشح اليسار المتطرف جون لوك ميلونشون، بعد أن فشل الرجلان في إقامة تحالف بينهما، إلا أن هامون يتقدم عليه بنحو خمس نقاط وفق لاستطلاعات الرأي الأخيرة.
أما الجولة الثانية من الانتخابات في 7 مايو، فمن المتوقع أن تذهب أصوات اليسار واليمين للمرشح المنافس لمارين لوبن، إذ أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى حصولها - في حالة تنافسها مع ايمانويل ماكرون - على أقل من 40% من الأصوات.
وبالرغم من أن استطلاعات الرأي تكشف إلى حد كبير السيناريوهات المُحتملة خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة، إلا أن المراقبين يشددون على إمكانية حدوث مفاجآت على غرار ما شهدناه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي فاز بها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وكذلك في رئاسيات عام 2002 في فرنسا، حين أظهرت الاستطلاعات حصول زعيم اليمين المتطرف - آنذاك - جون ماري لوبن على 8% من نوايا التصويت، قبل شهرين من الاقتراع، إلا أنه حاز في النهاية على 17% من الأصوات وتأهل للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أمام جاك شيراك.