• الأزمة الحالية بين روسيا والولايات المتحدة تنذر بعودة أجواء الحرب الباردة
    الأزمة الحالية بين روسيا والولايات المتحدة تنذر بعودة أجواء الحرب الباردة

القاهرة في 31 مارس / أ ش أ/ تقرير شحاتة عوض.. (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
تشكل الحرب الدبلوماسية الحالية وتبادل الطرد الجماعي للدبلوماسيين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مؤشرا جديدا على مدى التدهور الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين بصورة هي الأسوأ ربما منذ عقود، حسب المحللين.
ورغم أن التطورات الأخيرة تمثل أحدث فصول الصراع المستمر بين الولايات المتحدة وروسيا منذ عقود طويلة، حول المصالح والنفوذ على الساحة الدولية، إلا أن المواجهة الحالية، والتي جاءت على خلفية قضية الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال، تبدو مختلفة عما سبقها من مواجهات، وبصورة تنذر، كما يحذر مراقبون، بعودة أجواء الحرب الباردة، لاسيما مع التلويح المتبادل بالدخول مجددا في سباق تسلح على غرار ما كان يحدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.
اللافت هنا أن تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن تزامن مع بداية ولاية رئاسية جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأها بخطاب غلبت عليه لهجة التهدئة والرغبة في احتواء التوتر مع الدول الغربية. ففي أول خطاب له عقب إعلان فوزه بالانتخابات الأخيرة أعلن بوتين استعداده لـ"حوار بناء" مع الدول الأخرى في إشارة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مستبعدا أن يكون هناك سباق تسلح، ومتعهدا بتقليص الإنفاق الدفاعي لروسيا.
لكن تطورات ومسار الأحداث الراهنة يظهر أن العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة لا تسير نحو التهدئة بل إلى التصعيد والمواجهة الدبلوماسية والاقتصادية وربما الأمنية، كما أنها تظهر أن لهجة بوتين التصالحية الأخيرة لم تجد آذانا صاغية لدى الدول الغربية، في ظل قناعة لدى واشنطن والعواصم الغربية الأخرى بأن طموحات "روسيا بوتين" العسكرية والسياسية، ومحاولاتها للعب دور أكبر في العديد من الملفات على الساحتين الدولية والإقليمية باتت تشكل تهديدا قويا للمصالح الغربية والأمريكية.والسؤال الذي يطرح هنا هو حول آفاق هذه العلاقات المتوترة بين موسكو والغرب وحدود وشكل المواجهة المحتملة وتأثيراتها المتوقعة على قضايا وأزمات منطقة الشرق الأوسط ؟
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط كاملة ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة .
/ أ ش أ /