• الأوقاف
    الأوقاف


حذرت أبحاث سيتم مناقشتها في المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف الذي يبدأ أعماله اليوم /السبت/، تحت عنوان (بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدُّم الدول والحِفاظ على هويتها) من زيادة نسب الطلاق، وما قد ينتج عنها من التفكك الأسري الذي يضر باستقرار المجتمع، مؤكدة دور الأسرة لمواجهة ذلك، والعودة إلى رسالتها السامية، والقيام بمهامها وأهمها أيضا تعزيز الانتماء للوطن ومحبته في قلوب الأبناء ونفوسهم.
وأشارت هذه الأبحاث - في محور دور الأسرة لتعزيز الانتماء للوطن وبناء الشخصية الوطنية بالمؤتمر - إلى اهتمام الشريعة الإسلامية ببناء الأسرة وغرس قيم حب الوطن، وحث المسلم على تأسيس أسرة قوية، والتي تعد لبنة طيبة في إنشاء مجتمع وطني يفهم معنى الوطن ويحافظ عليه، لتعمير الأرض وبناء وتقدم الدول.
وقال الدكتور عبدالمنعم صبحي أبوشعيشع وكيل كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر بطنطا، إن الأسرة هي أقدر من غيرها على حسن إعداد الأطفال، وبناء الشباب ثقافة ودينا ورقيا، وترسيخ الولاء للوطن والتضحية من أجله والعمل على رقيه وتطويره، مبينا أن الشريعة الإسلامية أوجبت على الأسرة حسن رعاية الأولاد وحذرت من إهمالهم والتهاون في تربيتهم و لاغني للمجتمعات الإنسانية مهما قويت وارتقت عن دور الأسرة.
وأضاف - في بحث سيقدمه للمؤتمر - "أن المجتمعات في العصر الحاضر ازدادت حاجتها إلى دور الأسرة، والعودة إلى رسالتها السامية وواجبها، وأهمها في عصرنا الحاضر تعزيز الانتماء للوطن في قلوب الأبناء ونفوسهم، فعلى قدر الانتماء للوطن يكون استقراره وتقدمه في كافة المجالات".
وأوضح أبو شعيشع أن الانتماء للوطن فطرة في الإنسان، وهو من المعاني الإسلامية النبيلة، والقيم الإنسانية الراقية، مؤكدا أن الرسول هو أول من انتمى إلى وطنه فحينما خرج من مكة المكرمة مهاجرا إلى المدينة المنورة كان يتمنى العودة إلى مكة مرة أخرى.
وأكد أن من واجبات الأسرة إلقاء محبة الوطن والانتماء إليه في قلب الطفل منذ صغره، من خلال ذكر فضائل الوطن، وأهميته في حياة أبنائه الدينية والدنيوية، وفق كل مرحلة سنية ولكل أساليبها في تربية الأطفال.
وأشار إلى أن تربية المواطنة تعمق محبة الوطن في القلوب، والنفوس، وتجعل الإنسان يضحى في سبيل وطنه لحماية مقدساته وحدوده ومقدراته، مشيرا إلى أنه من أهم الأساليب التي يجب على الأسرة التركيز عليها لتعزيز تربية المواطنة ربط الطفل بدينه، وتنشئته على التمسك بالقيم الإسلامية وإدماجها بهويته الوطنية، وتعريفه بتاريخ وطنه وإنجازاته، وتعزيز الشعور بشرف الانتماء للوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه وتربيته على احترام القوانين وحفاظ حقوق المواطنين.
من جانبه، قال الدكتور يوسف رجب قزامل أستاذ بكلية الشريعة الإسلامية بالأزهر إن الأسرة هي أقدم التنظيمات البشرية التي عرفها الإنسان، منذ خلق الله آدم عليه السلام وزوجه، مشيدا بموضوع مؤتمر وزارة الأوقاف ("بناء الشخصية الوطنية وأثره في الحفاظ على تقدم الدول والحفاظ على هويتها)، مشيرا إلى اهتمام الشريعة الإسلامية بالأسرة من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تناولت كل نواحي الأسرة.
وأكد قزامل أن الشريعة الإسلامية تحث المسلم على تأسيس أسرة قوية، والتي تعد لبنة طيبة في إنشاء مجتمع وطني يفهم معنى الوطن ويحافظ عليه، لتعمير الأرض، مع أهمية اختيار الزوج والزوجة لتأسيس الحياة الزوجية لأن صلاح شؤون الأسرة، يؤدي بالتبعية لصلاح المجتمعات.
بدوره، قال الدكتور محمد حسن غانم أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الأسرة تمثل مكان الصدارة بين المؤسسات الاجتماعية العديدة التي أقرتها المجتمعات الإنسانية وهى الآن تواجه العديد من التحديات، من أهمها زيادة نسب الطلاق، وما قد ينتج عنه من تفكك أسرى.
وحذر غانم - في بحثه - من أن تفكك الرابطة الأسرية خطر كبير على الجميع لما يترتب عليه من آثار نفسية، وتربوية، واجتماعية، وقانونية، واقتصادية، وسياسية ،مما دفع بالمفكرين والباحثين والدارسين في هذه المجالات إلى اعتبار الأسرة من أهم مجالاتهم البحثية.
وأشار إلى أن الاستقرار والتوافق بين الزوجين يعد هدفا أساسيا تسعى إليه جميع الأسر، لأن الاستقرار الأسرى هو أساس التماسك الاجتماعي والاستقرار المجتمعي، والزواج هو الركيزة التي تقوم عليها الأسرة في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، وأن الإسلام حث على الزواج وبناء الأسرة، وحذر من كل ما يقوض أركانه، حفاظا على استقرار المجتمعات وإنتاج أجيال أصحاء نفسيا وبدنيا.