عيد العمال .. عيد التضامن مع الطبقة العاملة

تحتفل دول كثيرة بعيد العمال فى الأول من مايو من كل عام،للتضامن مع الطبقة العاملةوخصص هذا اليوم لدعم وتكريم العمال ،وتقديراً لجهودهم، وتحفيزهم على المطالبة بحقوقهم،ويكون عطلة رسمية فى أكثر من 130 دولة حول العالم ،ومنهم مصر. أصبح هذا اليوم بمرور الزمن رمزا لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها ويعود هذا الاحتفال، عندما قام عمال استراليا فى 21 ابريل 1856 بالاضراب عن العمل ، ثم انتقل هذا الاضراب الى ولاية شيكاغو عام 1886 ،حيث طالب العمال بتخفيض ساعات العمل اليومى الى ثمانى ساعات تحت شعار " ثمانى ساعات عمل ، ثمانى ساعات نوم ، ثمانى ساعات فراغ للراحه والاستمتاع "، لتنظيم يوم العمل ومنع التجاوزات والانتهاكات ، حيثكان يوم العمل يتراوح بين 10-16 ساعة، وأسبوع العمل يصل إلى 6 أيام في الأسبوع، وكان استخدام الأطفال شائعا، دون أي اعتبارات للأمن الصناعي أو الصحي أو انتشار الآفات والأوبئة بين العمال خاصة الأطفال منهم. وشارك فى الاضطراب حوالى 400 الف عامل وحرفى من عمال شيكاغو وسميت بقضيه "هايماركت". أَعلن مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العالمية الذي عُقد في باريس عام 1889،تأييده لمطالب حركة العمال في الولايات المتحدة الأمريكية التي نادت بتحديد وقت العمل بثمان ساعات فقط. واختار المؤتمر أول مايو 1890 لتنظيم مظاهرات تأييداً لهذا القرار. ومنذ ذلك التاريخ أصبح الأول من مايو إجازة باسم عيد العمال في كثير من دول العالم. وفي عام 1958 اعتبر الكونجرس الأميركي هذا اليوم، يوم وفاء "لذكرى هايماركت"خاصة بعدما حظى بالتقدير من دول عديدة وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي. وفي مصر أيضًا كان هناك تراثًا عماليًا مستقلاً للاحتفال بعيد العمال بدأ في عام 1924 حين نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا في مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه" حيث عقد مؤتمرًا ألقيت فيه الخطب، وظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينات والأربعينات رغم الصعوبات . ولكن مع صول الرئيس جمال عبد الناصر إلى السلطة والتأميم التدريجي للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعاب المناسبة ،وفي عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية ،يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا امام قيادات العمال واتحادات العمال يوجه فيه التحية للعمال في عيدهم اعترافا بدورهم في نهضة الوطن وتقدمه، فهم من أهم الركائز التي ترتقي بها الدولة لتتبوأ مكانها في مصاف الدول المتقدمة وتتمكن من تحقيق مجتمع الرفاهية والعدل والسلام، وعمل على تحقيق أهداف الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ومنها: الدفاع عن حقوق العمال،ورعاية مصالحهم،والعمل على رفع مستواهم اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا. ووضع ميثاق الشرف الأخلاقى للعمل النقابى فى إطار المبادئ والقيم السائدة. وإنشاء وإدارة المؤسسات العمالية الثقافية والعلمية والاجتماعية والتعاونية والصحية والائتمانية والترفيهية التى تقدم خدماتها على مستوى الجمهورية وتحقق أهدافها وتكون لهذه المؤسسات الشخصية المعنوية الاعتبارية. والمشاركة فى المجالات العمالية العربية والافريقية والدولية وتأكيد دور الحركة النقابية المصرية فى هذه المجالات. عرفت مصر قيمه العمل والعامل منذ التاريخ القديم ، فقد أدرك المصريون القدماء أهمية العمل، ورفعوه إلى درجة القداسة و كان هذا من أهم الركائز الجوهرية التي مكنتهم من بناء أقدم حضارة عرفتها البشرية، وذلك مدون فى التعاليم التى أصدرها الملك تحتمس الثالث لوزيره والتى نقشت على جدران مقبرته في الجانب الغربى لمدينة الأقصر، يرشده فيها إلى حسن إدارة العمل وإقامة العدل وإجادة العمل. الصور من مركز التوثيق الفوتوغرافى أ ش أ إعداد / شيماء حسين
  • عيد العمال .. عيد التضامن مع الطبقة العاملة
    عيد العمال .. عيد التضامن مع الطبقة العاملة
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD