وجدت دراسة حديثة أن معظم طلاب الجامعات الذين يعانون من اضطرابات الأكل لا يبحثون عن العلاج أبدًا، لكن أكثر من 8 من كل 10 طلاب كانوا على استعداد لتجربة علاج جديد يجمع بين العلاج المُوَجَّه رقميًا (عبر الإنترنت) وتلقي الرعاية المعتادة بإشراف مدربين بشكل مباشر، وكانت التقنية الرقمية الجديدة أكثر فعالية في تقليل أعراض اضطراب الأكل من الرعاية المعتادة التي يتلقاها الطلاب.
وقالت الدكتورة "إيلين فيتزسيمونس" أستاذ مساعد الطب النفسي في كلية الطب بجامعة واشنطن الأمريكية: "يمكن أن ترتبط اضطرابات الأكل بالكثير من الخجل، وهناك الكثير من العوائق التي تحول دون العلاج، فقد يُدرك الطلاب أنهم ليس لديهم وقت للعلاج، وقد يشعرون أن مركز الاستشارة لا يمكنه المساعدة، أو قد لا يرغبون في ذلك".
وأضافت: "وجدت دراستنا أن العلاج السلوكي المعرفي الرقمي كان أفضل من الرعاية المعتادة في الحد من الاكتئاب والسلوكيات المتعلقة باضطرابات الأكل، وبدأ 80% على الأقل ممن عُرض عليهم التدخُّل الرقمي العلاج، مقارنة بـ28% عُرض عليهم الرعاية المعتادة، لذلك زاد العلاج المعرفي السلوكي الرقمي عدد طلاب الجامعات الذين بدأوا العلاج".
وتشير الدراسة إلى أن اضطرابات الأكل تؤثر على ما يصل إلى 13.5% من فتيات الجامعة، وما يقرب من 4% من شباب الجامعة، ويمكن أن تُسبب هذه الاضطرابات مشاكل صحية أخرى وتقلل من جودة الحياة.
وقد أُجريت الدراسة الحالية على 690 فتاة في سن الجامعة يُعانين من اضطراب الأكل، ولم يتم تضمين الفتيات المصابات بفقدان الشهية العصبي، وتم تجنيد المتطوعات في الدراسة من 27 جامعة أمريكية من خلال استطلاع عبر الإنترنت، وتم وضعهن بشكل عشوائي في مجموعتين من مجموعات العلاج: تلقت 385 فتاة علاجًا للسلوك المعرفي الرقمي، وتلقت 305 فتيات الرعاية المعتادة (الإحالة إلى مركز الاستشارة في الحرم الجامعي).
وأوضح مؤلّف الدراسة الدكتور "دينيس ويلفلي" أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة واشنطن أن العلاج المعرفي السلوكي الرقمي يُركز على تطوير أنماط منتظمة من الأكل، وإيجاد طرق أخرى لإدارة المحفزات، وتحسين صورة الجسم واحترام الذات، وكان العلاج السلوكي المعرفي الرقمي متاحًا في أي وقت.
وأشار الباحثون إلى أن الحصول على العلاج في الوقت الفعلي يبدو أنه يخلق استعدادًا أفضل للانخراط في العلاج، كما يشمل العلاج الجديد أيضًا المدربين، وتم إقران كل مستخدم بمدرب قَدَّم الدعم عبر الرسائل النصية غير المتزامنة، وأجرى مكالمات هاتفية في بداية البرنامج وفي نهايته، وقد عزز المدربون الحافز، وساعدوا في معالجة العوائق التي تحول دون العلاج وتحديد الأهداف، كما أعطى المدربون أولئك الذين يتلقون العلاج إحساسًا بالمسؤولية، وساعدوهم في الشعور بالوحدة.
لم يجد الباحثون أي فرق بين المجموعتين عندما يتعلق الأمر بالامتناع التام عن أي سلوكيات لاضطرابات الأكل، لكنهم رأوا انخفاضًا أكبر في الأكل بنهم والسلوكيات الأخرى المضطربة للأكل مثل القيء والاكتئاب في المجموعة التي شاركت في العلاج السلوكي المعرفي (التدريب الرقمي).
وقال الباحثون إن هذا النوع من التدخُّل قد يكون مفيدًا بشكل خاص في الوقت الحالي في ظل مكافحة فيروس كورونا المستجد، كما يمكن أن تزيد علاجات المساعدة الذاتية المُوَجَّهة من الوصول إلى الرعاية أثناء الإصابة بفيروس كورونا وما بعده.